الجمعة، 17 يونيو 2011

Mobiola Web Camera For mobile

Mobiola Web Camera  

كاميرا ويب نوكيا Nokia لجعل جوال نوكيا كاميرا ويب برنامج رائع لجعل جهازك ويب كاميرا عن طريق WiFi او الـ USB او البلوتوث ويستخدم بالمحادثات الماسنجر Skype, Yahoo, YouTube, MSN, AOL IM, ICQ رائع جدا. ويمكنك استفادة من هذا البرنامج بشكل كبيرة لاداعي لشراء كاميرا ويب حول كاميرة جوالك الى ويب كاميرا بسهولة وعن طريق البلتوث وتحرك وين ماتريد من خلال هذا البرنامج المميزة برنامج بسيط وسهل الاستخدام ويستحق التجربة والتحميل بكل تاكيد Mobiola Web Camera for Nokia 6600, Mobiola Web Camera for Nokia 7610, Mobiola Web Camera for Nokia N95, Mobiola Web Camera for Nokia N96, Mobiola Web Camera for Nokia N81, Mobiola Web 
Camera for Nokia N79

Mobiola Web Camera for Nokia 6600, Mobiola Web Camera for Nokia 7610, Mobiola Web Camera for Nokia N95,
Mobiola Web Camera for Nokia N96, Mobiola Web Camera for Nokia N81, Mobiola Web Camera for Nokia N79

RIM Blackberry Any Blackberry devices equipped with camera
Windows Mobile Windows Mobile 5 and 6 devices equipped with camera
including Smartphones
Nokia 6600, 6620, 7610, 6630, 6670, 6260,6680, 6681, 6682, 3230, N70,
N90, 3250, 5500, E50, E51, E65, E70, E90, N71, N73, N76, N80, N81, N82, N91,
N92, N93, N93i, N95, N96
Sony-Ericsson P1i, P990, M600, W950, W960, P800, P900, P910, P990, G700, G900
Motorola Z8, Z10
We also have Mobiola Web Camera Lite application which supports J2ME phones made
by Motorola, LG, Samsung etc.
 

الخميس، 16 يونيو 2011

فضل يوم الجمعه

بسم الله الرحمن الرحيم

فضل يوم الجمعه
الأحاديث الدالة على فضل الغسل على الوضوء في يوم الجمعة


باب [ ما جاء ] في فضل الغسل يوم الجمعة
(1) عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة إذا دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فناداه عمر أية ساعة هذه ؟ قال إني شغلت فلم انقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت . فقال والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل
ش أخرجه مسلم في أوائل كتاب الجمعه رقم 845.
أية ساعة هذه من ساعات الفضيلة والتبكير فهو إنكار لتأخره حتى صعد الخطيب المنبر . ( انقلب ) أرجع . ( والوضوء أيضا ) أي واقتصرت على الوضوء وتركت الغسل المندوب فجمعت تقصيرا إلى تقصير . ( يأمر ) يطلب ويندب
رواه البخاري( 838 )ورواه مسلم( 845 ) (متفق عليه).
قال الشافعي في هذا الحديث أن الغسل يوم الجمعة فيه فضل من غير وجوب يجب على المرء في ذلك .

(2) عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل
ورواه أحمدفي مسنده(20186) وابن خزيمة في صحيحه(1757) )و أبو داود في سننه (354)و(341) في صحيحه والنسائي في سننه(1380)وفي صحيح بن ماجه (895)ورواه الترمذي واللفظ له(497 )
قال الشيخ الألباني حديث صحيح
ذكربيان فضل المهجروان هذا الفضل إنما يكون لمن أتى الجمعة مغتسلا لها كغسل الجنابة:

(3) عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر )

ش (المهجر ) المبكر إلى المسجد المهجر اسم فاعل من التهجير قيل المراد به المبادرة إلى الجمعة بعد الصبح وقيل بل في قرب الهاجرة أي نصف النهار. ( يهدي ) يقرب إلى الله تعالى
رواه البخاري(887) ومسلم(850)

(4) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر
(متفق عليه) رواه البخاري( 841 )ورواه مسلم( 850)
ش أخرجه مسلم في الجمعة باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال وباب الطيب والسواك يوم الجمعة.(غسل الجنابة ) أي غسلا كغسل الجنابة
وفي المسألة خلاف مشهور مذهب المالكيه وكثير من أصحابه والقاضي حسين وأمام الحرمين أنما المراد بالساعات هنا ساعة واحدة تكون فيها هذه الساعات الخمسه وهي لحظات لطيفة بعد زوال الشمس والرواح عندهم بعد الزوال(ميلان الشمس عن وسط السماء) وأما الآثار التي تشهد لصحة ما ذهب إليه مالك الحديث اعلاه جعل الأول مهجرا وهذه اللفظة إنما هي مأخذوة من الهاجرة والهجر وذلك وقت النهوض إلى الجمعة وليس ذلك عند طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ليس بهاجرة ولا هجيروبهذا قالو المالكية : يندب الذهاب للجمعة وقت الهاجرة ويبتدئ الرواح بقدر ساعة قبل الزوال وأما التبكير وهو الذهاب قبل ذلك فمكروه ) قال أبو عمر والذي قاله مالك هو الذي تشهد له الآثار الصحاح الثابتة من رواية الفقهاء الأئمة مع ما صحبه عنده من عمل العلماء ببلده لأن مثل هذا يصح فيه الاحتجاج بالعمل لأن مالكا كان مجالسا لعلماء المدينة ومشاهدا لوقت حركتهم وخروجهم إلى الجمعة وكان أشد الفقهاء اتباعا لسلفه ولو رآهم يبكرون إلى الجمعة ويخرجون إليها مع طلوع الشمس ما أنكر ذلك مع حرصه على اتباعهم قال أحمد بن حنبل مالك عندي أتبع من سفيان يريد أشد اتباعا لسلفه والله أعلم
اماالحنفية والحنابلةو الشافعية وجماهير أصحابه وبن حبيب المالكي وجماهير العلماء
قالو يستحب البكور إلى الجمعة قال الشافعي البكور بعد الفجر إلى الزوال والمراد بهذه بالساعات عندهم في هذا الحديث هي ساعات النهار المعروفات فبدأ بأول ساعات اليوم فقال من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ثم قال في الخامسة بيضة ثم انقطع التهجير وحان وقت الأذان قال فشرح الحديث بين في لفظه والمهجر هو من التهجير الذي يراد به البدار والاستعجال وترك الحاجات وإطراح الأشغال ومن ذلك قيل المهاجر لمن ترك أهله ووطنه وبادر إلى صحبة محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا قالو بالمبادرة بالذهاب إلى موضع إقامتها لغير الإمام والمشي بسكينة إلى موضعها بساعتين أو أكثرأوأقل أما هو(الإمام) فلا يندب له التبكير وليس للمبادرة وقت معين فله أن يذهب قبل الأذان).
قال الامأم النووي في شرح صحيح مسلم المراد بالرواح الذهاب أول النهار والرواح يكون أول النهار وآخره قال الأزهري لغة العرب الرواح الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره أو في الليل وهذا هو الصواب الذي يقتضيه الحديث والمعنى لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملائكة تكتب من جاء في الساعة الأولى وهو كالمهدي بدنة ومن جاء في الساعة الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة وفي رواية النسائي السادسة فإذا خرج الإمام طووا الصحف ولم يكتبوا بعد ذلك أحدا ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى الجمعة متصلا بالزوال وهو بعد انفصال السادسة فدل على أنه لا شيء من الهدى والفضيلة لمن جاء بعد الزوال ولأن ذكر الساعات إنما كان للحث في التبكير إليها والترغيب في فضيلة السبق وتحصيل الصف الأول وانتظارها والاشتغال بالتنفل والذكر ونحوه وهذا كله لا يحصل بالذهاب بعد الزوال ولا فضيلة لمن أتى بعد الزوال لان النداء يكون حينئذ ويحرم التخلف بعد النداء والله أعلم ) . ( قرب بدنة ) ذبحها وتصدق بها والبدنة واحدة الإبل ذكرا أم أنثى . ( الساعة الثانية ) المراد بالساعات هنا أوقات ما بين أول النهارإلى الزوال (اختلف أصحابنا هل تعيين الساعات من طلوع الفجر أم من طلوع الشمس والأصح عندهم من طلوع الفجر ثم ان من جاء في أول ساعة من هذه الساعات ومن جاء في آخرها مشتركان في تحصيل أصل البدنة والبقرة والكبش ولكن بدنة الأول أكمل من بدنة من جاء في آخر الساعة). ( كبشا ) ذكر الغنم. ( أقرن ) له قرون وصف بذلك لأنه أكمل وأحسن . ( خرج الإمام ) دخل المسجد وصعد المنبر للخطبة . ( حضرت الملائكة ) دخلت المسجد وتركت كتابة من يأتي بعد ذلك فتفوته فضيلة التبكير لا ثواب الجمعة . ( الذكر ) خطبة الجمعة وما فيها من عظة وذكر لله تعالي (المصادر من كتاب شرح النووي علي مسلم والفقه للمذاهب الاربعه_ الجزيري)
ذكر تطهير المغتسل للجمعه من ذنوبه إلى الجمعه الأخرى وفضل ثلاثة أيام:

(5) عن سلمان الفارسي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى
ش ( ما استطاع من طهر ) ما أمكنه من تنظيف كقص الظفر والشارب وحلق العانة وغير ذلك . ( يمس من طيب بيته ) يتطيب من طيب زوجته . ( ما كتب له ) ما قدر له من فرض أو نفل ش ( فلم يفرق بين اثنين ) لم يجلس بينهما ولم يتخطاهما ( ما استطاع من طهر ) ما أمكن
من تنظيف كقص الظفر والشارب وحلق العانة وغير ذلك . ( يمس من طيب بيته ) يتطيب من طيب زوجته . ( ما كتب له ) ما قدر له من فرض أو نفل.
( غفر له ) من الذنوب الصغيرة

(6) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام.
رواه مسلم( 857 )
الشرح من كتاب شرح النووي علي مسلم:
من اغتسل أي غسلا كغسل الجنابةوفيه أن التنفل قبل خروج الإمام يوم الجمعة مستحب وهو مذهبنا ومذهب الجمهور وفيه أن النوافل المطلقة لا حد لها لقوله صلى الله عليه وسلم فصلى ما قدر له وفيه الانصات للخطبة وفيه أن الكلام بعد الخطبة قبل الاحرام بالصلاة لا بأس به قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأولى ثم أنصت هكذا هو في أكثر النسخ المحققة المعتمدة ببلادنا وقوله ص فاستمع وأنصت هما شيئان متمايزان وقد يجتمعان فالاستماع الاصغاء والانصات السكوت ولهذا قال الله تعالى وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا وقوله حتى يفرغ من خطبته هكذا هو في الأصول من غير ذكر الإمام وعاد الضمير إليه للعلم به وان لم يكن مذكورا وقوله صلى الله عليه وسلم وفضل ثلاثة أيام وزيادة ثلاثة أيام هو بنصب فضل وزيادة على الظرف قال العلماء معنى المغفرة له ما بين الجمعتين وثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها وصار يوم الجمعة الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها قال بعض أصحابنا والمراد بما بين الجمعتين من صلاة الجمعة وخطبتها إلى مثل الوقت من الجمعة الثانية حتى تكون سبعة أيام بلا زيادة ولا نقصان ويضم إليها ثلاثة فتصير عشرة قوله صلى الله عليه وسلم ومن مس الحصا لغا فيه النهى عن مس الحصا وغيره من أنواع العبث في حالة الخطبة وفيه اشارة إلى اقبال القلب والجوارح على الخطبة والمراد باللغو هنا الباطل المذموم المردود.

(7) عن عبد الله بن أبي قتادة رضي الله عنه قال دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال غسلك هذا من جنابة أو للجمعة قلت من جنابة قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه .
رواه الحاكم في مستدركه واللفظ له وصححه(1044) تعليق الذهبي في التلخيص : على شرطهما وابن حبان في صحيحه(1222) وفي السلسله الصحيحه (2321) قال الشيخ الألباني حديث صحيح.
قال أبو حاتم : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى ) يريد به من الذنوب لأن من حضر الجمعة بشرائطها غفر له ما بينها وبين الجمعة الأخرى

ذكر البيان بأن الله جل وعلا بتفضله يعطي الجائي إلى الجمعة بأوصاف معلومة(التبكير إلى الجمعة مغتسلا كغسل الجنابة و الدنو من الإمام و الإستماع و الأنصات) بكل خطوة عبادة سنة.

(8) عن أوس بن أوس الثقفي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ( من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها .
رواه ابن ماجه واللفظ له(1087 )و الترمذي في سننه (496)و أبو داود في سننه (345) والنسائي في سننه(1381) وابن خزيمة في صحيحه (1758)و(1767) وفي صحيح الترغيب والترهيب(690)و(693)وقال الشيخ الألباني في جميع ما سبق حديث صحيح وابن حبان في صحيحه(2781) والحاكم في مستدركه وصححه(1041) ورواه أحمدفي مسنده(17002) وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط مسلم
الشرح من كتاب عون المعبود شرح سنن ابي داؤود الجزء (2)الصفحه(8) :
قوله ( من اغتسل وغسل ) روى بالتشديد والتخفيف قيل أراد به غسل رأسه وبقوله اغتسل غسل سائر بدنه وقيل جامع زوجته فأوجب عليها الغسل فكأنه غسلها واغتسل وقيل كرر ذلك للتأكيدويرجح التفسير الأول(غسل رأسه وبقوله اغتسل غسل سائر بدنه) ما في رواية أبي داؤود في هذا الحديث بلفظ من غسل رأسه واغتسل وما في البخاري عن طاوس قلت لابن عباس ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اغتسلوا واغسلوا رؤوسكم الحديث ( وبكر ) بالتشديد على المشهور أي راح في أول الوقت وقال الجزري في النهاية بكر أتى الصلاة في أول وقته ( وابتكر ) أي أدرك أول الخطبة ورجحه العراقي وقيل معنى اللفظتين واحد كرره للتأكيدو للمبالغة وبه جزم بن العربي ومشى ولم يركب قال الخطابي معناهما واحد وإنه للتأكيد .
( ولم يلغ ) من لغا يلغو لغوا معناه استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها قال النووي معناه لم يتكلم لأن الكلام حال الخطبة لغو ( كان له بكل خطوة ) بضم الخاء بعد ما بين القدمين ( عمل سنة أجر صيامها وقيامها ) أي صيام السنة وقيامها وهو بدل من عمل سنة انتهي
واعلم ايها المصلي
فضل من صام يوما واحد في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا الحديث متفق عليه رواه البخاري(2685)ورواه مسلم( 1153 ) واللفظ له . عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا
الشرح من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن حجر الجزء(6)الصفحه(48):
في سبيل الله وهو في الجهاد فمن لم يضعفه الصوم عن الجهاد فالصوم في حقه أفضل ليجمع بين الفضيلتين أوالمراد بسبيل الله وهو مخلصا لله تعالى مطيعا قاصدا وجه الله) باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا(أي مسيرة سبعين سنة والمراد المبالغة في البعد)
يقول الله عز وجل في سورة السجدة في قيام الليل من المؤمنين :
{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}.
ويقول الله عز وجل فيهم ايضا في سورة الزاريات
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)},

ذكران الملائكه تدعوللمغتسل يوم الجمعة بالمغفره ووصف اهلها:

ذكر القرطبي في كتاب تفسير القرطبي الجزء(18)الصفحه(97) .

(9)حديث عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليلة أسري بي رأيت تحت العرش سبعين مدينة كل مدينة مثل مدائنكم هذه سبعين مرة مملوءة من الملائكة يسبحون الله ويقدسونه ويقولون في تسبيحهم اللهم اغفر لمن شهد الجمعة اللهم اغفر لمن اغتسل يوم الجمعة ] ذكره الثعلبي

(10) عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها و يبعث الجمعة زهراء منيرة لأهلها فيحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها تضيء لهم يمشون في ضوءها ألوانهم كالثلج بياضا رياحهم تسطع كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان ما يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون
رواه الحاكم(1027)تعليق الذهبي قي التلخيص : خبر شاذ صحيح السند وابن خزيمة في صحيحه(1730) قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1872 في صحيح الجامع و(2753)في الجامع الصغيروزياداته و(706)في السلسله للصحيحه
فضل المشي الي الجمعة :
11_ ماذكرفي الحديث 8 اعلاه من حديث أوس بن أوس الثقفي .

12_ حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا يزيد بن أبي مريم قال حدثنا عباية بن رفاعة قال:: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار
رواه البخاري(865) ش ( اغبرت ) أصابها الغبار . ( سبيل الله ) طاعة الله تعالى ومنها حضور صلاة الجمعة

13_ عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أ'علم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة قال فقيل له أو قلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله رواه مسلم( 278 ).

فضل الوضوء للجمعه :
(14) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا " . رواه مسلم
ش ( فاستمع وأنصت ) هما شيئان متمايزان وقد يجتمعان فالاستماع هو الإصغاء والإنصات هو السكوت
قوله ( من توضأ فأحسن الوضوء ) أي أتى بمكملاته من سننه ومستحباته وقال النووي معنى إحسان الوضوء الاتيان به ثلاثا ثلاثا ودلك الأعضاء وإطالة الغرة والتحجيل وتقديم الميامن والإتيان بسننه المشهورة

ذكر الاستحباب للنساء أن يغتسلن للجمعة إذا أردن شهودها:
(15) حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سالم بن عبد الله أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاء منكم الجمعة فليغتسل) رواه البخاري(854) ومسلم(844)
آراء الفقهاء في غسل يوم الجمعة:
المالكية قالوا : الاغتسالات المسنونة ثلاثة : أحدها : غسل الجمعة إنه مندوب لا سنة و يندب الغسل لمصليها ولو لم تلزمه الجمعة كالمسافرين والعبيد والنساء ويصح بطلوع الفجر والاتصال بالذهاب إلى الجامع فإن تقدم على الفجر أو لم يتصل بالذهاب إلى الجامع لم تحصل السنة فيعيده لتحصيلها : وقال مالك فيمن اغتسل يوم الجمعة للجمعة غداة الجمعة ثم غدا إلى المسجد وذلك رواحه ثم انتقض وضؤه قال : يخرج يتوضأ ويرجولا ينتقض غسله وإن هو اغتسل للرواح للجمعة ثم تغدى أو نام قال : فليعد غسله حتى يكون غسله متصلآ بالرواح
الحنفية قالوا : الغسل يوم الجمعة لمن يريد صلاتها فهو للصلاة لا لليوم ولو اغتسل بعد صلاة الفجر ثم أحدث فتوضأ وصلى الجمعة لم تحصل السنة.
الشافعية قالوا : إن الاغتسالات غير المفروضة كلها سنة إذ لا فرق بين المندوب والسنة عندهم وهي كثيرة : منها غسل الجمعة لمن يريد حضورها ووقته من الفجر الصادق إلى فراغ سلام إمام الجمعة ولا تسن إعادته وإن طرأ بعده حدث
الحنابله قالوا: وقت الغسل بعد طلوع الفجر فمن اغتسل بعد ذلك أجزأه وإن اغتسل قبله لم يجزئهوولنا أنه اغتسل يوم الجمعة فدخل في عموم الخبر وأشبه من لم يحدث والحدث إنما يؤثر في الطهارة الصغرى ولا يؤثر في المقصود من الغسل وهو التنظيف وإزالة الرائحة ولأنه غسل فلا يؤثر الحدث في إبطاله كغسل الجنابة
وأجمعوا على أن من اغتسل ينوي غسل الجنابة والجمعة جميعا في وقت الرواح أنه يجزيه منهما جميعا ولا يضره اشتراك النية في ذلك وقول مالك وأصحابه أن من اغتسل للجنابة لا ينوي الجمعة معها أنه غير مغتسل للجمعة ولا يجزيه من غسل الجمعةوأجمع العلماء على أن من اغتسل بعد صلاة الجمعة يوم الجمعة فليس بمغتسل للسنة ولا للجمعة ولا فاعل لما أمر به
استحباب التبكير الى الجمعةوالدنو من الإمام عند الموعظة:
(16) عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر

ش ( المهجر ) المبكر إلى المسجد المهجر اسم فاعل من التهجير قيل المراد به المبادرة إلى الجمعة بعد الصبح وقيل بل في قرب الهاجرة أي نصف النهار. ( يهدي ) يقرب إلى لله تعالى
رواه البخاري(887) ومسلم(850)
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية قدس الله روحه مجموع الفتاوى الجزء6 الصفحه 403
(أ) روى الدارقطنى باسناد صحيح عن ابن المبارك أخبرنا المسعودى عن المنهال ابن عمرو عن ابى عبيدة عن عبدالله بن مسعود قال سارعوا الى الجمعة فان الله يبرز لاهل الجنة فى كل جمعة فى كثيب من كافور فيكونون فى قرب منه على قدر تسارعهم الى الجمعة فى الدنيا وأيضا باسناد صحيح الى شبابة بن سوار عن عبدالرحمن بن عبدالله المسعودى عن المنهال بن عمرو عن أبى عبيدة بن عبدالله ابن مسعود عن عبدالله بن مسعود قال سارعوا الى الجمعة فان الله عز وجل يبرز لاهل الجنة فى كل يوم جمعة فى كثيب من كافور ابيض فيكونون فى الدنومنه على مقدار مسارعتهم فى الدنيا الى الجمعة فيحدث لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه فيما خلا قال وكان عبدالله بن مسعود لا يسبقه احد الى الجمعة قال فجاء يوما وقد سبقه رجلان فقال رجلان وانا الثالث ان الله يبارك فى الثالث

(ب) ورواه ابن بطة باسناد صحيح صحيح من هذا الطريق وزاد فيه ثم يرجعون الى اهليهم فيحدوثونهم بما قد أحدث لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه فيما خلا هذا اسناد حسن حسنه الترمذى وغيره وقد روى هذا عن ابن مسعود من وجه آخر رواه ابن بطة فى الابانة باسناد صحيح عن الوليد بن مسلك عن ثور بن يزيد عن عمرو بن قيس الى عبدالله بن مسعود قال ان الله يبرز لأهل جنته فى كل يوم جمعة فى كثيب من كافور ابيض فيكونون فى الدنو منه كتسارعهم الى الجمعة فيحدث لهم من الحياة والكرامة ما لم يروا قبله

(ج) عن سمرة بن جندب : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال : أحضروا الذكر و ادنوا من الإمام فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة و إن دخلها
رواه الحاكم في مستدركه واللفظ له وصححه(1068)تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط مسلم ورواه أحمدفي مسنده(20130) وقال شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله - وهو ابن المديني - فمن رجال البخاري وفي السلسله الصحيحه (365) وصحيح ابوداؤد(980) وفي مشكاة المصابيح (1391). قال الشيخ الألباني حديث صحيح:
ساعةالإجابة
أن فيه ساعة الإجابة وهي الساعة التي لا يسأل الله عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وقال : بيده يقللها ]
وقد اختلف الناس في هذه الساعة على أحد عشر قولا وأرجح هذه الأقوال : قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة وأحدهما أرجح من الآخروبقية الاقوال اما موافقه لهما واما ضعيفه.
القول الأول :أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة
وحجة هذا القول (1)ما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة بن أبي موسى أن عبد الله بن عمر قال له : أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة شيئا ؟ قال : نعم سمعته يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ]
(2) وروى ابن ماجه والترمذي من حديث عمرو بن عوف المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه قالوا : يا رسول الله ! أية ساعة هي ؟ قال : حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها

والقول الثانى : أنها آخر ساعة بعد العصر
وهو قول أحمد وجمهور الصحابة والتابعين وهذا أرجح القولين وحجة هذا القول ثلاث احاديث صحيحه.
(أ) عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر
وفي سنن أبي داود(1048) قال الشيخ الألباني : صحيح والنسائي(1389) قال الشيخ الألباني : صحيح وأبن ماجه(1139) قال الشيخ الألباني حديث حسن صحيح و المستدرك على الصحيحين للحاكم (1032) ووافقه الذهبي على شرط مسلما
(ب) في مسند أحمد بالرقم(7674) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها الا أعطاه إياه وهى بعد العصرقال شعيب الارناؤوط صحيح بشواهده
(ج) قول عبد الله بن سلام وأبي هريرة :
من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله عز وجل حاجة إلا أعطاه إياها قال كعب : ذلك في كل سنة يوم ؟ فقلت : بل في كل جمعة قال : فقرأ كعب التوراة فقال : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة : ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب فقال عبد الله بن سلام : وقد علمت أية ساعة هي قال أبو هريرة : فقلت : أخبرني بها فقال عبد الله بن سلام : هي آخر ساعة من يوم الجمعة فقلت : كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها ؟ فقال عبد الله بن سلام : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي ؟ قال : فقلت : بلى فقال : هو ذاك .
في سنن أبي داود(1046) حديث صحيح والترمذي(491) حديث صحيح والنسائي(1430) حديث صحيح وأبن ماجه(1139) حديث صحيح وابن حبان في صحيحه(2772) ورواه مالك في الموطأ(241) ورواه احمد(23836)وقال شعيب الارناؤوط صحيح علي شرط الشيخين و(23842) وقال شعيب الارناؤوط صحيح علي شرط مسلم .
والذي ينبغي لكل مسلم الاجتهاد في الدعاء للدين والدنيا في الوقتين المذكورين رجاء الاجابة فإنه لا يخيب إن شاء الله وهذه الساعة هي آخر ساعة بعد العصر يعظمها جميع أهل الملل وعند أهل الكتاب هي ساعة الإجابة وهذا مما لاغرض لهم في تبديله وتحريفه
باب في فضل حم الدخان :
(أ) حدثنا يعلى ثنا إسماعيل عن عبد الله بن عيسى قال أخبرت : انه من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة إيمانا وتصديقا بها أصبح مغفورا له
الحديث رواه الدرامي في سننه (3420)
قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح إلى عبد الله بن عيسى وهو موقوف عليه.

(ب)حدثنا محمد بن المبارك ثنا صدقة بن خالد عن يحيى بن الحارث عن أبي رافع قال : من قرأ الدخان في ليلة الجمعة أصبح مغفورا له وزوج من الحور العين
الحديث رواه الدرامي في سننه (3421)
قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح إلى أبي رافع نفيع بن رافع وهو موقوف عليه
الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معها ليلة الجمعة ويوم الجمعة :
(أ) عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين
سنن البيهقي الكبري(5792) وفي الجامع الصغير وزياداته(11416) .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6470 في صحيح الجامع

(ب) من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه و بين البيت العتيق .
وفي الجامع الصغير وزياداته(11417)قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : (6471) في صحيح الجامع.

(ج)وعن أبي سعيد الخدري قال : من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق
الحديث رواه الدرامي في سننه (3407)
قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح إلى أبي سعيد وهو موقوف عليه


مذهب الشيطان

بسم الله الرحمان الرحيم
 

مذهب الشيطان 
الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد،

فالجنس الأول من الشر الذي يطمح الشيطان إليه مع بنى آدم أن يوقعهم في الكفر، وللشيطان مذهب لم يغب عن الأرض طرفة عين، قال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ . وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ . وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [سورة يس:60-62].

فقوله تعالى:{أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً} يدل علي أن أكثر أهل الأرض يتبعون مذهب الشيطان، وهذا واضح أيضًا في قول الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ...} [سورة الحج:18].

فعموم المخلوقات، وكل دابة على وجه الأرض، كله يسجد، ولما ذكر الناس قال: {وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} إذًا فليسوا جميعًا يسجدون، أو يوحدون، مع أن الكون كله ساجد وموحد إلا الثقلين: الإنس والجن.


مذهب الشيطان

أي مذهب لا يكون إلا بأمر ونهى، أنزل الله عز وجل الكتاب، وأرسل الرسل؛ ليأمر الناس بشيء وينهاهم عن شيء، إذًا الأمر والنهى أصل كل مذهب، والشيطان يقول: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ...} [سورة النساء:119].

النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى العرب، ودعاهم إلى الله، لماذا قاتلوه مع أنهم يوحدون الله التوحيد الخاص بالخلق والإحياء والإماتة والإيجاد من عدم؟!

ولم يَدَّعِ أي من العرب أن آلهة أخري اشتركت مع الله في خلق شيء، أو تدبير شيء، وقد أقام الله عز وجل عليهم الحجة في كثير من آيات القرآن: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [سورة العنكبوت:61].

{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [سورة العنكبوت:63] .

{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [سورة يونس:31].


في هذا كله يقرون بالله عز وجل ربًا، فلماذا قاتل العرب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلموا له بدعوته؟

إن الذي أبى العرب أن يسلموا به هو توحيد العبادة: 'توحيد الألوهية' ...{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [سورة ص:5].


هذا الذي أنكره عليه العرب، وصبروا علي حز الغلاصم، وأبوا أن يقولوا هذه الكلمة، لماذا لا تقول لا اله إلا الله ؟ لماذا تقوم الحروب؟ لماذا تعرض نسائك أن يكن سبايا ؟ لماذا تعرض نفسك للقتل؟ لماذا يسترق ولدك؟ لماذا كل هذا ؟ أبوا أن يسلموا بتوحيد العبادة.



نماذج من توحيد الألوهية

وتوحيد العبادة مثل قوله سبحانه:

{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [سورة الأنعام:57].

{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [سورة يوسف:40].

{وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة القصص:70].

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة القصص:88].

{وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورة الرعد:41].

هذا هو توحيد العبادة: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} توحيد الحاكمية أخص خصائص توحيد العبودية، لا يحل لأحد أن يأمر بمعروف، أو بواجب، أو مستحب، أو ينهي إلا الله ، ومن أرسله من رسول .


هذا التوحيد هو ما أرادوا تحريفه في نفوس الأجيال

لما درسوا الدين في المدارس افتتحوه بعبارة شهيرة ماكرة ، قالوا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العرب وهم- وذكروا بعض مظاهر الجاهلية-:'يسجدون للأصنام، ويشربون الخمر، ويئدون البنات'. وانتهى الأمر، وصارت عبارة دارجة وشهيرة في الكتب، فهل هذه العبارة صحيحة؟


فإذا تكررت هذه العبارة- والقاعدة الإعلامية اليهودية الماكرة تقول:'ما تَكَرَّرَ تَقَرَّرَ'- فمع تكرار العبارة يصير وقعها على النفوس مستقرًا حتى ولو كانت غلطًا، فإذا استقرت هذه العبارة في نفوس الجماهير؛ فسينظروا الآن هل هناك أحد يعبد الأصنام؟ الجواب: لا ، هل هناك أحد يشرب الخمر؟

سواد المسلمين لا يشربون الخمر، وحتى الذين يشربونه يعلمون أنه حرام. هل هناك من يدفن البنات؟ الجواب: لا... إذا الإسلام موجود كله، الإسلام الذي قاتل النبي صلى الله عليه وسلم عليه موجود !!!
هل هذه العبارة صحيحة بهذا الإطلاق؟ الجواب: لا.


لماذا قاتل العرب النبي صلى الله عليه وسلم؟

إن العرب قاتلوا حتى لا يكون الحكم لله، يريدون أن يحكموا بأهوائهم، ويشرعون بأهوائهم، {قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} [سورة يونس:59].


لا يحل الحكم في خردلة فما دونها إلا بحكم الله عز وجل . إن العرب صبروا على القتال، وفقدوا الأنفس الغالية، فقدوا الرؤساء، فقدوا السادة والصناديد الكبار، وسبيت نساؤهم، وأبوا أن يوحدوا توحيد العبادة الذي هو التسليم لحكم الله عز وجل، وهذا هو التوحيد الذي قاتل النبي صلى الله عليه وسلم العرب لأجله .

يزعجني أن كثيرًا من الناس لا يلتزم بأحكام الله، ولا يسأل عنها إلا إذا وقع في ورطة، ولم يجد حلًا، أو وقع في مصيبة، جاء يسأل عن حكم الله ! أيكون الجماد خير من الإنسان، إن الله عز وجل قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [سورة فصلت:11].


لماذا لا يرجع هذا إلى الله إلا بعد أن يصيبه العذاب الأليم؟!


رجل يسرق أموال الناس، ويختلس من الشركة، ويضع أمواله في البنوك، لمدة 18 سنة وهو يفعل ذلك، وفجأة سقط صريعًا، وأصيب بذبحة صدرية، فجاء يسأل ويقول: أنا أخطأت !! والبيت الذي بنيته من هذه الأموال، كل مشروعاتي من هذه الأموال، ربيت أولادي من هذه الأموال، لا امتلك علي وجه الأرض شيء غير هذه الأموال، لا أستطيع أن أخرج من بيتي، ولا أن أخرج من تجارتي فدبرنى ماذا أفعل ؟!


كثير من التجار يعقدون الصفقات، ولا يسألون عن حكم الله فيها، ومع أن كثيرًا من التجار لهم مستشارون قانونيون ومحاسبون، ويعطونهم رواتب عالية وثابتة، أهل العلم استشارتهم مجانية بلا مال ، فهل يا ترى كل تاجر كبير له مستشار يقول له: هذا حلال، وهذا حرام؟!

هذا من أدل الأدلة على أننا لا نوحد الله توحيد الحاكمية الذي هو أخص خصائص توحيد الألوهية، فهذا الجنس الخطير: 'الكفر' هذا ما يطمح الشيطان إليه .


حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيانة جناب التوحيد

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على صيانة جناب التوحيد، حتى ولو باللفظ، ويدل علي ذلك ما رواه بن ماجة وأحمد وغيرهم بسند قوى « عَنْ طُفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ أَخِى عَائِشَةَ لأُمِّهَا أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّهُ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ الْيَهُودُ. قَالَ إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ عُزَيْراً ابْنُ اللَّهِ.

فَقَالَتِ الْيَهُودُ وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ. ثُمَّ مَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ النَّصَارَى فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ النَّصَارَى. فَقَالَ إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ.

قَالُوا وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلاَ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ. فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ ثُمَّ أَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَا أَحَداً.

قَالَ نَعَمْ. فَلَمَّا صَلَّوْا خَطَبَهُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ طُفَيْلاً رَأَى رُؤْيَا فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنَعُنِى الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ. »


إذًا: نخلص من هذا أن التوحيد الذي كان فرقانًا بين الجاهلية والإسلام هو 'توحيد العبادة'.

فهذا الجنس الخطير 'الشرك' هو ما يسعى الشيطان إليه، وأوسع هذه الأبواب تلقى الأوامر والنواهي من غير الله عز وجل، قال الله سبحانه:{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون . مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌَ} [سورة النحل:116-117].

وقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عامًا يدعو الناس إلى الله وإلى توحيده، وأهدر الأموال بين الناس لعلة التوحيد، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ » رواه البخاري ومسلم. إن الذي فرق بينهما 'التوحيد' الذي فرق بين الوالد وولده، وببن الولد ووالده "التوحيد" .


فمن العجب أن تهون بعض الجماعات الإسلامية الآن من شأن التوحيد، ويقولون إن الكلام في التوحيد يفرق، ونحن نريد أن نجمع الكلمة!


إذا اختلفنا على الله تعالى فعلى ماذا نتفق ؟ كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة، ولا سبيل إلى توحيد الكلمة قبل أن نتفق على كلمة التوحيد، واحتج بعضهم غلطًا ووهما بقصة هارون عليه السلام، وأنه ترك الناس يعبدون العجل خشية أن يفرق بين بني إسرائيل: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا . أَلَّا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي . قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [سورة طه:92-94].


فقالوا: ترك هارون بني إسرائيل يعبدون العجل حتى لا يفرق بينهم.. فهل هذا صحيح؟

الجواب: إنه خطأ، وهذا الرأي ظاهر البطلان من آيات القرآن.. لقد نهاهم هارون عليه السلام: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [سورة طه:90].


فبين لهم أنه لا يحل لهم أن يعبدوا العجل، وفي سورة الأعراف نبه عليه السلام أنهم كادوا يقتلونه لمّا نهاهم:{ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا َقْتُلُونَنِي...} [سورة الأعراف:150]. هل يقتلوه وهو ساكن صامت، أو يقتلوه لأنه قاومهم ووقف في وجههم؟!


فكيف يظن في نبي الله هارون أن يرى الناس يعبدون العجل من دون الله عز وجل، فيسكت خشية أن يفرق جمعهم ، إنما أرسل الله عز وجل موسى وهارون وقسم الدنيا قسمين: فراعنة وإسرائيليين، فصلهم قسمين كبيرين لماذا ؟ ليتركوا عبادة فرعون ويعبدوا العجل؟! ما هو الفرق؟!


فصاروا يهونون من مثل هذا، ويقولون إن الكلام في التوحيد يعكر الساحة، أهم شيء هو العدو الخارجي إسرائيل!

والمد الثقافي الذي هو أخطر من الغزو العسكري قائم على قدم وساق:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً...} [سورة النساء:89].

{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ...} [سورة البقرة:120].


المسألة مسألة عقدية.. فهؤلاء اليهود يفعلون كل شيء لتدمير شباب هذه الأمة، والعجيب أن يكون هناك عملاء يغطون مثل هذه الأقاويل، الحرب الثقافية على أشدها الآن.

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يرد هذه الأمة إلى دينه مردًا جميلًا، وأن يهديهم صراطًا مستقيمًا.


فضل الدعاء

بسم الله الرحمان الرحيم 


الدعاء ... فضل الدعاء ....أوقات وأحوال وأماكن وأوضاع يستحب فيها الدعاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

فهذه رسالة مختصرة في: " الدعاء وفضله " أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها، وأن يكتبها في موازين أعمالنا، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


فضل الدعاء

قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وقال : { الدعاء هو العبادة }، ثم قرأ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].

وقال : { أفضل العبادة الدعاء }.

وقال : { ليس من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء }.

وقال : { إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين }.

وقال : { لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر }.

وقال : { ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها }، قالوا: إذاً نكثر الدعاء، قال: { الله أكثر }.

وقال : { إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه }.

وقال : { أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام }.


شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة

1- الإخلاص لله تعالى.

2- أن يبدأ لحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي ويختم بذلك.

3- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.

4- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.

5- حضور القلب في الدعاء.

6- الدعاء في الرخاء والشدة.

7- لا يسأل إلا الله وحده.

8- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.

9- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.

10- الاعتراف بالذنب، والاستغفار منه، والاعتراف بالنعمة، وشكر الله عليها.

11- تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنام الأحوال والأوضاع والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.

12- عدم تكلف السجع في الدعاء.

13- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.

14- كثرة الأعمال الصالحة، فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.

15- رد المظالم مع التوبة.

16- الدعاء ثلاثاً.

17- استقبال القبلة.

18- رفع الأيدي في الدعاء.

19- الوضوء قبل الدعاء إذا تيسر.

20- أن لا يعتدي في الدعاء.

21- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.

22- أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجل صالح له.

23- التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض، وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

24- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.

25- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.

26- أن يدعو لإخوانه المؤمنين، ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء، وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم صلاح للمسلمين كأولياء الأمور وغيرهم، ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين.

27- أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة.

28- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

29- الابتعاد عن جميع المعاصي.


أوقات وأحوال وأماكن وأوضاع يستحب فيها الدعاء

1- ليلة القدر.

2- جوف الليل الآخر ووقت السحر.

3- دبر الصلوات المكتوبات ( الفرائض الخمس).

4- بين الأذان والإقامة.

5- ساعة من كل ليلة.

6- عند النداء للصلوات المكتوبات.

7- عند نزول الغيث.

8- عند زحف الصفوف في سبيل الله.

9- ساعة من يوم الجمعة، وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب.

10- عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.

11- في السجود في الصلاة.

12- عند قراءة الفاتحة واستحضار ما يقال فيها.

13- عند رفع الرأس من الركوع وقول: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

14- عند التأمين في الصلاة.

15- عند صياح الديكة.

16- الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر.

17- دعاء الغازي في سبيل الله.

18- دعاء الحاج.

19- دعاء المعتمر.

20- الدعاء عند المريض.

21- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء المأثور في ذلك وهو قوله: { لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شئ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي ـ أو دعا ـ استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته }.

22-- إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا.

23-- عند الدعاء بـ { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }.

24- دعاء الناس عقب وفاة الميت.

25- الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي في التشهد الأخير.

26- عند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.

27- دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.

28- دعاء يوم عرفة في عرفة.

29- الدعاء في شهر رمضان.

30- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.

31- عند الدعاء في المصيبة بـ: { إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها }.

32- الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.

33- دعاء المظلوم على من ظلمه.

34- دعاء الوالد لولده.

35- دعاء الوالد على ولده.

36- دعاء المسافر.

37- دعاء الصائم عند فطره.

38- دعاء المضطر.

39- دعاء الإمام العادل.

40- دعاء الولد البار بوالديه.

41- الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك. وهو { أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله }، فمن قال ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء.

42- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.

43- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.

44- الدعاء داخل الكعبة، ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.

45- الدعاء في الطواف.

46- الدعاء على الصفا.

47- الدعاء على المروة.

48- الدعاء بيت الصفا والمروة.

49- الدعاء في الوتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان.

50- الدعاء في العشر الأول من ذي الحجة.

51- الدعاء عند المشعر الحرام.

52- والمؤمن يدعو ربه أينما كان وفي أي ساعة، ولكن هذه الأوقات والأحوال والأماكن تخص بمزيد عناية، فإنها مواطن يستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى.
أخطاء تقع في الدعاء

1- أن يشتمل الدعاء على شئ من التوسلات الشركية أو البدعية.

2- تمني الموت وسؤال الله ذلك.

3- الدعاء بتعجل العقوبة.

4- الدعاء بما هو مستحيل أو بما هو ممتنع عقلاً أو عادة أو شرعاً.

5- الدعاء بأمر قد تم وحصل بالفعل وفُرغ منه.

6- أن يدعوا بشيء دلّ الشرع على عدم وقوعه.

7- الدعاء على الأهل والأموال والنفس.

8- الدعاء بالإثم كأن يدعو على شخص أن يبتلى بشيء من المعاصي.

9- الدعاء بقطيعة رحم.

10- الدعاء بانتشار المعاصي.

11- تحجير الرحمة، كأن يقول: اللهم اشفني وحدي فقط وارزقني وحدي فقط.

12- أن يخص الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين إذا كانوا يؤمنون وراءه.

13- ترك الأدب في الدعاء كأن يقول: يا رب الكلاب ويا رب القردة والخنازير.

14- الدعاء على وجه التجربة والاختبار لله عز وجل، كأن يقول: سأجرب وأدعو لأرى أيستجاب لي أم لا، وقول بعضهم: سأدعو الله فإن نفع وإلا لم يضر.

15- أن يكون غرض الدعاء فاسداً.

16- أن يعتمد العبد على غيره في الدعاء دائماً، ولا يحرص على الدعاء بنفسه.

17- كثرة اللحن أثناء الدعاء، وخاصة إذا كان اللحن يحيل المعنى، أما الجاهل بالمعنى وليس له معرفة باللغة فهو معذور.

18- عدم الاهتمام باختيار أسماء الله أو صفات الله المناسبة للدعاء.

19- اليأس وقلة اليقين من إجابة الدعاء.

20- التفضيل في الدعاء تفضيلاً لا لزوم له، كأن يقول: { اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وخالاتنا …} وهكذا ويستمر في ذكر تفصيل الأقارب والجيران وغيرهم. أما إذا كان التفصيل معقولاً ومحدوداً فلا بأس بذلك.

21- دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب والسنة.

22- المبالغة في رفع الصوت.

23- قول بعضهم عند الدعاء: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.

24- تعليق الدعاء على المشيئة كأن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت والواجب الجزم في الدعاء.

25- تصنع البكاء ورفع الصوت بذلك.

26- ترك الإمام رفع يديه إذا استسقى في خطبة الجمعة.

27- الإطالة بالدعاء حال القنوت، والدعاء بما لا يناسب المقصود فيه.


فضل القران

بسم الله الرحمان الرحيم

فضل القرآن وأهله



يحيى بن موسى الزهراني


الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، الحمد لله علم القران ، خلق الإنسان ، علمه البيان ، الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل القرآن هداية للناس ، ونبراساً يضيء لهم الطريق ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، علم القرآن فكان خير معلم ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه أجمعين . . أما بعد :
فأحييكم بتحية الإسلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فنحن جميعاً نوظف جميع الإمكانات والطاقات لخدمة هذا الدين العظيم ، إلا وإن من أعظم ما يُخدم به هذا الدين كلام الله عز وجل .

كلمة عن القران :
القرءان هو كلام الله منزل غير مخلوق ، الذي أنزله على نبيه محمد
صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى ، القرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد ، ومعجزته الكبرى ، وهداية للناس أجمعين ، قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ "، ولقد تعبدنا الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ " ، فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً ، ولقد أعجز الله الخلق عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه ، قال تعالى : " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة ممن مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين " ، القرآن مكتوب في المصاحف ، محفوظ في الصدور ، مقروء بالألسنة ، مسموع بالآذان ، فالاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات ، ومن أعظم القربات ، كيف لا يكون ذلك ، وفي كل حرف منه عشر حسنات ، وسواء أكان بتلاوته أم بتدبر معانيه ، وقد أودع الله فيه علم كل شىء ، ففيه الأحكام والشرائع ، والأمثال والحكم ، والمواعظ والتأريخ ، والقصص ونظام الأفلاك ، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينها ، وما أغفل من نظام في الحياة إلا أوضحه ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَة ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا ( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) ، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [ أخرجه الدارمي ] ، هذا هو كتابنا ، هذا هو دستورنا ، هذا هو نبراسنا ، إن لم نقرأه نحن معاشر المسلمين ، فهل ننتظر من اليهود والنصارى أن يقرؤوه ، قال تعالى : " وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا " ، فما أعظمه من أجر لمن قرأ كتاب الله ، وعكف على حفظه ، فله بكل حرف عشر حسنات ، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم .

كلمة للحفظة :
هنيئاً لكم حفاظ كتاب الله الكريم ، هنيئاً لكم هذا الأجر العظيم ، والثواب الجزيل ، فعن أبِى هريرة رضِى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده » [ أخرجه مسلم ] .
فأنتم أهل الله وخاصته ، أنتم أحق الناس بالإجلال والإكرام ، فعن أبِى موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرءان غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط » [ أخرجه أبو داود ] .
أنتم خير الناس للناس ، لقد حضيتم بهذه الخيرية على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ، فعن عثمانَ بن عفانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ " [ أخرجه البخاري ] .
أنتم يا أهل القرآن أعلى الناس منزلة ، وأرفعهم مكانة ، فلقد تسنمتم مكاناً عالياً ، وارتقيتم مرتقىً رفيعاً ، بحفظكم لكتاب الله ، عن عمرَ بن الخطابِ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين » [ أخرجه مسلم ] .
حفاظ كلام الله ، أنتم أعظم الخلق أجراً ، وأكثرهم ثواباً ، كيف لا ، وأنتم تحملون في صدوركم كلام ربكم ، وتسيرون بنور مولاكم وخالقكم ، عن عائشة رضي اللَّه عنها قالتْ : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران » [ متفقٌ عليه ] .
أبشروا يا أهل القرآن ، أزف إليكم البشرى ، بحديث نبي الهدى ، والذي يصور فيه حوار القرآن والشفاعة لصاحبه يوم القيامة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ زِدْهُ ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ ، فَيَرْضَى عَنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً " [ أخرجه الترْمذي وقال : حديث حسن صحيح ] ، ويصدق ذلك حديث أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : « اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ » [ أخرجه مسلم ] .
فيا حفظة كتاب الله ، أينما اتجهتم فعين الله ترعاكم ، فأهل القرآن هم الذين لا يقدمون على معصية ولا ذنباً ، ولا يقترفون منكراً ولا إثماً ، لأن القرآن يردعهم ، وكلماته تمنعهم ، وحروفه تحجزهم ، وآياته تزجرهم ، ففيه الوعد والوعيد ، والتخويف والتهديد ، فلتلهج ألسنتكم بتلاوة القرآن العظيم ، ولترتج الأرض بترتيل الكتاب العزيز ، وليُسمع لتلاوتكم دوي كدوي النحل ، عَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا » [ أخرجه مسلم ] ، وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ » [ أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ] .
وكان من وصيته صلى الله عليه وسلم لأمته عامة ، ولِحَفَظَة كتاب الله خاصة ، تعاهد القرآن بشكل دائم ومستمر ، فقال صلى الله عليه وسلم : " تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عقلها " [ أخرجه مسلم ] ، ومن تأمل هذا الحديث العظيم ، ونظر في معانيه ، أدرك عِظَمَ هذه الوصية ، وعلم أهمية المحافظة على تلاوة كتاب الله ومراجعته ، والعمل بما فيه، ليكون من السعداء في الدنيا والآخرة
، فيستحب ختم القرآن في كل شهر ، إلا أن يجد المسلم من نفسه نشاطاً فليختم كل أسبوع، والأفضل أن لا ينقص عن هذه المدة ، كي تكون قراءته عن تدبر وتفكر، وكيلا يُحمِّل النفس من المشقة مالا تحتمل، ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ القرآن في شهر، قلت : أجدُ قوة ، حتى قال : فاقرأه في سبع ، ولا تزد على ذلك " .
وأوصي جميع المسلمين رجالاً ونساءً ، بحفظ كتاب الله تعالى ما استطاعوا لذلك سبيلاً ، وإياكم ومداخل الشيطان ، ومثبطات الهمم ، فاليوم صحة وغداً مرض ، واليوم حياة وغداً وفاة ، واليوم فراغ وغداً شغل ، فاستغلوا هذه الحياة الدنيا فيما يقربكم من الله زلفى ، فأنتم مسؤولون عن أوقاتكم وأعمالكم وأقوالكم ، وإياكم وهجران كتاب الله ، فما أنزله الله إلا لنقرأه ولنتدبر آياته ونأخذ العبر من عظاته ، قال تعالى : " وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً " ، فمن الناس من لا يعرف القرآن إلا في رمضان ، وبئس القوم الذين لا يعرفون القرآن إلا في رمضان ، ومن الناس من لا يتذكر كتاب الله إلا في مواطن الفتن والمصائب ، ثم ينكص على عقبيه ، فأولئك بأسوأ المنازل ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، وجاهدوا أنفسكم ، وألزموها حفظ كتاب الله ، وتدارس آياته ومعانيه ، فالله لا يمل حتى تملوا .
ومن لم يستطع حفظ كتاب الله تعالى ، ومن لم يكن له أبناء في حلقات التحفيظ ، فليبادر قبل انقضاء الأوقات والأعمار ، ثم لا ينفع الندم ، فميدان السباق مفتوح ، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً .

كلمة للأولياء :
وهذه كلمة لأولياء الأمور ، أيها الآباء والأمهات ، استوصوا بالأجيال خيراً، نشئوها على حب كتاب ربها، علموها العيش في رحابه، والاغتراف من معينه الذي لا ينضب، فالخير كل الخير فيه، وتعاهدوا ما أودع الله بين أيديكم من الأمانات، بتربيتها تربية قرآنية، كي تسعدوا في الدنيا قبل الآخرة، فما هانت أمة الإسلام إلا بهجرها لكتاب ربها وبعدها عنه ، ووالله لو تمسكنا بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، لأصبحنا أمة عزيزة ، أمة أبية شامخة .
فالله الله أيها الآباء الكرام ، فالأبناء أمانة في أعناقكم ، ولقد ائتمنكم الله عليهم ، فإياكم وخيانة الأمانة ، فخيانتها صفة ذميمة ، وخصلة دميمة ، مقت الله أهلها ، وأبغض فاعليها ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " [ متفق عليه ] ، فمن خان الأمانة فقد صنفه الله من المنافقين ، والله توعدهم بأسفل مكان في النار ، فقال تعالى : " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً " ، فكم نرى اليوم من شباب الإسلام وهم يتغامزون ، ويتراقصون ، ويسرقون وينهبون ، ويسهرون ، تركوا الصلاة والصيام ، وعطلوا أغلب الأحكام ، لا يُقدِّرون لإنسان قدره ، ولا يقيمون لجار حقه ، فأي تربية هذه ، وأي أداء للأمانة هذا ، أليس ولي الأمر مسؤولاً عنهم يوم القيامة ؟ بلى والله ، إنه لمسؤول ، قال تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " .
وأذكِّر أولياء الأمور بأهمية أداء الأمانة وعدم خيانتها ، فهي منوطة بهم ، وقد حذرهم الله من خيانته أو التساهل في رعايتها ، فقال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " ، فهذه الأجيال التي بين أيديكم ستسألون عنها يوم تعرضون على ربكم لا تخفى منكم خافية ، وسيتعلق بكم أبناؤكم يوم العرض والحساب ، فإياكم أن يكون أولادكم أعداء لكم ، فقد قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم " ، فاحذر أيها الأب المبارك ، أن يكون ولدك عدواً لك في دنياك وأخراك ، وأرع هذه الأمانة بكل إخلاص وصدق ، فالأبناء كالبذرة ، إن اخترت لها مكاناً طيباً نشأت طيبة ، وإن كان غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك ، قال تعالى : " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون " [ الأعراف 58 ] ، فإن خنت الأمانة وفرطت فيها ، وتركت الحبل على غاربه لأبنائك ، ولم ترعهم بنصحك ، فوالله لقد أقحمت نفسك مكاناً لا تُحسد عليه أبداً ، واسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " [ متفق عليه ] ، فهل تريد أن تموت وأنت غاش لرعيتك ، تاركاً لأمر ربك ، ثم يكون مصيرك النار وبئس المصير .
ولا أنسى أن أهنئ الأولياء الذين عرفوا أهمية الرعاية السليمة الصحيحة لأبنائهم ، وفق كتاب الله تعالى ، ووفق سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقاموا بما أوجب الله عليهم من الرعاية بالأبناء ، وأحاطوهم بالاهتمام والنصح والإرشاد ، فهنيئاً لهم أولئك الأبناء الصلحاء النجباء ، الذين يحملون كتاب الله بين جنباتهم ، وإلى كل أب وأم أدركا عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهما ، وأدياها كما يجب ، أُبشرهما بهذا الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه الذي قَالَ فيه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا " ، فهنيئاً لكم أيها الأولياء هذه البشارة النبوية من الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .

الختام :
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا ، اللهم اجعله شفيعاً لنا ، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم ألبسنا به الحلل ، وأسكنا به الظلل ، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين ، وعند النعماء من الشاكرين ، وعند البلاء من الصابرين ، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .


فضل سوره الكهف


 
 بسم الله الرحمان الرحيم


فضل سوره الكهف


دائما نقرأ سورة الكهف بتشجيع من أهلنا ومعلماتنا ،ولكن مع الأسف قد يجهل البعض الحكمة من قراءة هذه السورة..

كل القرآن خير وبركة،لأنه كلام الله المنزل على عبده محمد ،وهي معجزته الخالدة،،
وكما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام "خياركم من تعلم القرآن وعلمه" ..وحتى تتعلم أكثر علينا أن نفهم محكم آيته..

سورة الكهف من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت ب (الحمد لله) (الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر) وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل الكهف، صاحب الجنتين، موسى u والخضر وذو القرنين. ولهذه السورة فضل كما قال النبي r : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء" وقال" من أدرك منكم الدجال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال" والأحاديث في فضلها كثيرة.


وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة العلم (موسى u والخضر) وفتنة السلطة (ذو القرنين). وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت الآية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) آية 50 وفي وسط السورة أيضاً. ولهذا قال الرسول r أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها.

وقد جاء في الحديث الشريف: "من خلق آدم حتى قيام ما فتنة أشدّ من فتنة المسيح الدجال" وكان r يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال. وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:


1. فتنة الدين: قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد. ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا * وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) آية 28 – 29. فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.


2. فتنة المال: قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) آية 45 و46. والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.


3. فتنة العلم: قصة موسى u مع الخضر وكان موسى r ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط. وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة (قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) آية 69. والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.


4. فتنة السلطة: قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا. وتأتي آية العصمة (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) آية 103 و104. فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.


ختام السورة: العصمة من الفتن: آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) آية 110 فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل، والنجاة من الفتن انتظار لقاء الله تعالى


وأفضل الدعاء .دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر غيب


الصيام

بسم الله الرحمان الرحيم


الصيام
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


شرح الحديث الـ 184
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين ، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه .

لفظه عند البخاري : لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم .

فيه مسائل :

1 = الصيام لغة : الإمساك
وفي الشرع : إمساك مخصوص من شخص مخصوص عن شيء مخصوص في زمن مخصوص بقصد التعبد لله .

2 = فُرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة .
وهو الركن الرابع ، وعند بعض العلمـاء هو الخامس ، كما هو صنيع الإمام البخاري فإنه روى حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – بلفظ : بُني الإسلام على خمس : شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقامِ الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصومِ رمضان .

والمُلاحظ أن أمة الإسلام تهتم بالصيام وبشهر الصيام ولا غرابة في ذلك ، ولكن أن يكون الاهتمام بما فُرِض في السنة الثانية من الهجرة أولى بما فُرِض قبل الهجرة بل فُرِض على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من فوق سبع سماوات لما عُرِج به هذا مثار الغرابة .
والحكمة من الصوم هي تحقيق التقوى ( كُتِبَ عَلَيْكُم الصِّيام ) الآية .

3 = أول ما فُرض الصيام كان صيام يوم عاشوراء .
قالت عائشة رضي الله عنها : كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فُرِض شهر رمضان قال : من شاء صامه ، ومن شاء تركه .
وفي رواية قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيامه قبل أن يُفرض رمضان فلما فرض رمضان كان من شاء صام يوم عاشوراء ، ومن شاء أفطر . رواه البخاري ومسلم .
وهذا من التدرّج في التشريع .

4 = على مَن يجب الصيام ؟
يجب على كلّ مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع .

5 = لا تتقدّموا . أصلها لا تتقدّموا ، كما في قوله تعالى : ( وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ ) يعني لا تتيمموا الخبيث ولا تقصدوه .

6 = فيه رد على مَن كرِه أن يُقال " رمضان " دون تقييده بشهر .
والحديث الوارد في ذلك ضعيف جداً بل حكم جمع من العلماء بأنه موضوع
وهو : لا تقولوا رمضان ، فإن رمضان اسم من أسماء الله ، ولكن قولوا : شهر رمضان .

7 = النهي محمول على الكراهة .
قال عمار – رضي الله عنه – : من صام اليوم الذي يَشك فيه الناس فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم . روا أبو داود والترمذي والنسائي .

8 = حكمة النهي تتمثل في :
أ – تمييز العبادات بعضها عن بعض ، فتُميّز النوافل عن الفرائض

ب – النهي عن التكلّف والغلو . لقوله صلى الله عليه وسلم : إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين . رواه النسائي وابن ماجه .
وليس هذا من باب الاحتياط مما يدلّ على أن هذا الباب ليس على إطلاقه ، أعني ما يتعلق بالاحتياط ؛ لأنك لو أخذت بالأحوط في كل مسألة لأخذت بالأشدّ ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إن الدِّين يُسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا . رواه البخاري .

أما تمييز العبادات بعها عن بعض ، فتُميّز النوافل عن الفرائض فليس هو في الصيام فحسب

روى مسلم في صحيحه عن عمر بن عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابنِ أختِ نَمِر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة فقال : نعم .صليت معه الجمعة في المقصورة ، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصلّيت ، فلما دخل أرسل إلي فقال : لا تعد لما فعلت . إذا صليت الجمعة فلا تَصِلْها بصلاةٍ حتى تكلّم أو تخرج ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك . أن لا تُوصلَ صلاةٌ بصلاة حتى نتكلم أو نخرج رواه مسلم .

وروى أبو داود عن الأزرق بن قيس قال : صلى بنا إمام لنا يُكني أبا رمثة فقال : صليت هذه الصلاة أو مثل هذه الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم . قال وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه ، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة فصلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم سلم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه ، ثم انفتل كانفتال أبي رمثة - يعني نفسه - فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع ، فوثب إليه عمر فأخذ بمنكبه فهزه ثم قال : اجلس ! فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل . فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره فقال : أصاب الله بك يا ابن الخطاب . ورواه الإمام أحمد ( عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ) ورواه الحاكم وصححه ورواه البيهقي .

ومثله النهي الوارد هنا ، فإن من فوائده أن لا تُوصل فريضة بنافلة .

فصيام رمضان لا يُتقدّم بصيام يوم ولا يومين ، ولا يوصل بصيام الست ، وإنما يُفصل بينه وبين صيام الست من شوال بيوم العيد .

9 = فيه الردّ على أهل البدع المتنطّعين الذين يتقدّمون صيام رمضان بيوم أو يومين ؛ إما مُخالفة لأهل السنة كالرافضة ، وإما احتياطاً ، وإما أنهم يقولون بالعدد دون اعتبار الرؤية .

10 = فيه فضيلة لمن كان يُحافظ على النوافل .
فالذي يُحافظ على النوافل يُشرع له قضاء النافلة إذا فاتته
ومثل الذي يُحافظ على صيام النوافل ، فإنه – عليه الصلاة والسلام – قال هنا :
إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه .
فلم يستثنِ إلا من كان له صيام يصومه ، كمن يصوم يوماً ويُفطر يوماً ، ومثله من يصوم الاثنين والخميس ، فإذا وافق نهاية شعبان يوم خميس أو يوم اثنين وكان تعودّ صيام تلك الأيام فإنه يصوم ولا يشمله النهي .

والله تعالى أعلى وأعلم .

الحج

بسم الله الرحمان الرحيم

( الحج )

الخطبة مفرغة :



الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على أشرف المرسلين نبينا محمد و على آله و

صحبه و التابعين و سلم تسليما كثيرا

أما بعد :

إنى أقول فى بداية هذا الدرس إنه لا يوجد مسلم على وجه الأرض لا يشتاق و لا يحن لزيارة بيت

الله الحرام

و كيف لا و قد دعا الله نبينا إبراهيم أن يجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم فاستجاب الله دعوة

أبراهيم فكان الشوق و الحنين فى قلب كل موحد لله عزوجل

و الشوق و الحنين يحتاج لتحريك فجئنا لتحريك هذا الشوق للحج

و الحمد لله رب العالمين .

عناصر هذه الخطبة تتلخص فى :

1 ـ هل تشتاق لبيت الله الحرام ؟ وهل يوجد مسلم لا يشتاق لكعبة البيت الحرام ؟

2 ـ ما قصة النداء بالحج ؟

3 ـ ما مكانة الحج في الإسلام ؟

4 ـ هيا نشنف الأذان بشيء من وعد الرحمن لمن حج حجا مبرورا ً .

5 ـ يا قاعدا ً عن الحج إلى متى ؟ هيا تعجل .

أيها الأخ الحبيب ..

إن بينك و بين الكعبة إرتباط عاطفى و كيف لا يكون هناك حنين و شوق لهذا البيت الذى تولى

وجهك شطر هذا البيت كل يوم خمس مرات

ملايين من المسلمين على مد البسيطة تولى شطر الكعبة وجوهها و قد تعلقت قلوبها بالبيت و برب

البيت

هناك حول الكعبة لربما و نحن نتحدث الآن حول بيت الله الحرام من الطائفين ما الله بهم عليم

انظر إليهم ..

هذا يذكر ذنب و يبكى

و هذا يذكر عيب و يبكى

و ثالث يذكر نعمة الله و يبكى

و رابع رآهم يبكون فبكى على نفسه لأنه لم يبكى

تشابكت الدموع و الله عزوجل سميع بصير .. سميع مجيب حاشاه لجلال الله و جود الله و كرم الله

أن يرد من دعاه ..

هناك حيث ترفع الدعوات و ترتفع الدعوات و تسكب العبرات و تختلط الأصوات و تنزل الرحمات

و تقال العثرات و تغفر الزلات و يتجاوز الله عن التبعات

كم من حاج ذهب للحج مثقلا بالذنوب و الأوزار و رجع و قد غفرت الذنوب و حفت الخطايا و الله

ذو فضل و من

فى حرم الله و حول كعبة الله فى المسجد الحرام من الطائفين ما الله بهم عليم سبحان الله أصوات

متداخلة و أجناس مختلفة و الله جل و علا عليم بحالهم و أصواتهم و حاجاتهم

سبحانه قاضى الحاجات .. سبحانه و بحمده

إن ربى لسميع الدعاء .. سميعا لمن دعاه و هناك حيث وعد الله بإجابة الدعاء

ملايين من المسلمين تؤم هذا البيت ..

أخى .. كم حج البيت العام الماضى ؟؟

ملايين تحج لهذه البقعة المباركة و التى باركها الله و شرفها الله

أخى .. لا تحسب أن هذا كل شىء بل هذه الملايين هى جزء يسير من ملايين أخرى عبر الكرة

الأرضية تعلقت قلوبها بالبيت .. و لكن قدر الله لأثنين أو ثلاث ملايين أن يصلوا ..

و هناك ملايين أخرى تعلقت بالبيت لم تستطع الوصول .

ألم تعلموا أدام الله عليكم عزه و فضله و كرمه أن هناك من المسلمين من يمضى دهرا من حياته

يجمع الدرهم و الدرهم و كل مناه أن تكتحل عيناه برؤية كعبة المسجد الحرام

نعم و الله هناك من يمضى نصف عمره يجمع المال لا من أجل زواج و لا من أجل بناء و لا من أجل

تجارة و لكن من أجل أن ينفقه سهلا رخيصا لوجه الله و فى حج بيت الله .. سبحان الله

كلما أذن مؤذن الحج تولوا و أعينهم تفيض من الدمع ألا يجدوا ما ينفقون .. حزنا ألا يجدوا ما

يبلغهم بيت الله الحرام ..

جائتنى هذه الرسالة من أربعة أيام .. يقول فيها السائل :

أمنيتى و أمنية عمرى أن أحج بيت الله و لقد أمضيت الكثير من عمرى و الذى تجاوز الأربعين فى

توفير نفقات الحج و الذى لا يخفى على علمكم أنها مرتفعة على كثير من المسلمين فى بلدى

لقد حاولت عدة مرات القيام بالحج و لكن لم ينلنى هذا الشرف حتى الآن

إن كل أمنيتى أداء هذه الفريضة العظيمة و على تحقيق حلم عمرى قبل أن يمضى عمرى

سبحان الله .. إن هذا السائل و الله الذى لا إله إلا هو لم أملك إلا أن أسكب دموعى على رسالته

لأنى لآ املك له من الأمر شيئا

اللهم يسر لكل من أراد حج بيتك الحرام خالصا لوجهك الكريم

إن هذه الملايين التى تعلقت بالبيت و رب البيت جبلها الله و خلقها على حب بيت الله الحرام

بيت الله و كعبة الله ..

يقول الإمام الصنعاني ـ رحمه الله ـ :

ومازال وفـد الله يقـصد مــــــكة * إلى أن يـرى البيت العتيق وركناه

يطــوف به الجاني فيغــفـر ذنبـه * * * ويسقـط عنه جـــرمه وخطـايـــاه

فمولى المـوالي للزيارة قـد دعى * * * أنقعـد عنها ؟ ! والمزور هو الله

نحـج لبيت حجه الرســل قبـلنــــا * * * لنشهد نفعا في الكتــاب وعـدنـاه

فيامن أسى يامن عصى لو رأيتنا * * * وأزارنا تـرمى ويرحمنـــــــا الله

الله أكبر .. إن الأوزار ترمى و الذنوب تحط و الخطايا تزول و يتجاوز الله عن الكثير

تحرك وفد الله و الحنين يحدو ملايين أخرى لهذا البيت لسان حالهم يقول ..

يا راحلين إلى البيت الحرام قد سرتم جسوما و أرواحا

إنا قد أقمنا على عذر و عن قدر

و من أقام على عذر كمن راح

كم من صادق فى نيته يأخذ أجر الحج و هو فى بيته لأنه لم يستطيع الوصول إليه

حنين أذاب قلوب المحبين للطواف ببيت الله الحرام

أما يوم التاسع من ذى الحجة . هذا اليوم الذى هو خير أيام السنة

ففى صحيح مسلم .. عن النبى عليه الصلاة و السلام قال :

( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة .. ففيه يباهى الله ملائكته بأهل عرفه يقول :

أنظروا عبادى جاءونى شعثا غبرا أشهدكم يا ملائكتى أنى قد غفرت لهم )

كم من صاعد على عرفه محمل بالذنوب و الخطايا يعود و قد زالت هذه الذنوب و محيت هذه

الخطايا و الله ذو فضل و من

نعم ان الحنين للحج لا ينقطع و إن هذا اليوم أعنى يوم التاسع من ذى الحجة ليوم تشتاق اليه

النفوس و هذا الموقف يتمنى الأنسان ألا يحرم الوقوف مع هذا الموقف الذى فيه تسكب العبرات

و لأجله تسترخص النفقات

و قد وقف محمد عليه الصلاة و السلام فمد يده للسماء بعد أن صلى الظهر و العصر جمعا و قصرا

فى وقت الظهر و الحديث فى صحيح مسلم كاملا ..

أنظروا يا حفظكم الله نبى الأمة و حبيب الأمة الذى غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر يقف فى هذا

اليوم فيقف من وقت الظهر مادا يديه من وقت الظهر حتى غابت الشمس حتى إنه و هو واقف كان

على راحلته فسقط خطام الناقة فمد النبى عليه الصلاة و السلام و ظلت الآخرى مرفوعة

إنه موقف الذل و العبودية لله .. فقد ذابت القلوب حنينا إلى الحج

و يوم الحج الأكبر و ما فيه من أعمال الحج هذا اليوم العظيم الذى يبدأ فيه تحلل الحجيج و يرموا

الجمرات فى منى ثم يفيضوا .. لا إله إلا الله كم عاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه

و كم عاد من ذنوبه و قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه


**ما قصة النداء بالحج ؟؟

يقول الله عز وجل : " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق

ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "

أذن يا أبراهيم ليس يا محمد فى الناس و ليس فى المؤمنين و ليس فى أهلك

رجالا .. راجلين ماشين على أرجلهم

ضامر .. هو البعير الذى أصبح خصره ضامر من كثرة السير فيضمر خصر البعير من السير لأن

السائر أتى من مكان بعيد

هنا النداء لأبراهيم .. أين ينادى ؟؟

فى واد غير ذى زرع صحراء جرداء ليس فيها زرع و لا ماء و مع هذا يقول الله له و أذن فى

الناس بالحج

أورد الإمامان ابن جرير الطبري و ابن أبي حاتم آثارا ً عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن

جبير وعدد ٍمن السلف في تفسير آية الحج المتقدمة أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قال : يارب ، وكيف

أبلغ وصوتي لا ينفذهم ؟ فقال ناد وعلينا البلاغ ، فقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ على مقامه ، وقيل

على الحجر ، وقيل على الصفا ، وقيل على جبل أبي قبيس ، وقال يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ

بيتا ً فحجوه .

فيا لله من جموع حجت بيت الله منذ ذلك النداء إلي يومنا هذا ، إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قد نادى

أما كيف وصل النداء فربك هو خالق الكون ، ومدبر أمره إنه أمر الله ناد وعلينا البلاغ .

هنا سيدنا أبراهيم سأل سؤال أستفسار و ليس سؤال أعتراض فابراهيم قد جعل بدنه للرحمن و

ماله للضيفان وولده للقربان يستحيل يعترض على شرع الله

فجاء الأمر من الله أنت تنادى و علينا البلاغ .

أمتثل ابراهيم الأمر و قام على جبل مرتفع و نادى ايها الناس ان ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه

لا إله إلا الله .. كم وفد إلى البيت منذ نادى إبراهيم حتى الآن

كيف وصل النداء عبر الأعصار والأمصار ؟ !

إنه أمر الله أن ناد وعلينا البلاغ .

و فى صحيح مسلم من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ ، وهو يصف حجة النبي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ قال جابر : ( ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء فنظرت إلى مد بصري

بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك 00)
.
هنا يصف جابر بن عبد الله حج النبى عليه الصلاة و السلام ..

يقول : فركب النبى القصواء .. أى ركب ناقته

فلما أستوت على البيداء أهل النبى .. أن النبى عليه الصلاة و السلام نزل فى ذى الحليفة عند

أبيار على التى تبعد حوالى 11 كم عن المدينة فى طريق لمكة و هذا الميقات هو أبعد المواقيت عن

مكة و هو ميقات أهل المدينة و ميقات من يمر عليه من أهلها لمن يريد الحج و العمرة

فهنا نزل النبى عليه الصلاة و السلام برداء الأحرام ..

و هنا نوضح أن معنى الأحرام ليس كما يظن بعض الناس هو ملابس تشترى

بل هو نية الدخول فى النسك أى النية فى البدء بأعمال الحج و لذا فهى لا تجوز قبل الدخول فى

الميقات

و النبى عليه الصلاة و السلام لما كان فى الميقات صلى ثم ركب على ناقته

فلما أستوت على البيداء .. أى على الأرض

أهل .. أى نطق بالتلبية ... إلى آخر الحديث

هنا .. فقد قدر بعض أهل العلم من حج مع النبى عليه الصلاة و السلام الحجة الوحيدة و هى حجة

الوداع سنة التاسع من الهجرة بمائة ألف غير النساء و الأطفال و العبيد

هؤلاء المائة ألف يلبون لبيك اللهم لبيك مع النبى محمد عليه الصلاة و السلام

أين هذا من صحراء جرداء فى زمن إبراهيم ؟؟

أين هذا من ملايين تحدثنا عنها فى بداية اللقاء ؟؟

إنهم وفد الله حركهم الشوق لأمر الله و تلبية أمر الله عزوجل


*ما مكانة الحج فى الأسلام ؟؟

واجب أوجبه الله بقوله تعالى ( و لله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا )

و أكده المصطفى بقوله فى صحيح مسلم

( أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا )

و قد أجمع علماء الأسلام على وجوب الحج بل هو ركن من أركان الأيمان

و فى الصحيحين من حديث بن عمر ( بنى الأسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا

رسول الله إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان و حج البيت )

فهو ركن من أركان الدين يقيم الدين من أقامه و يهدم الدين من هدمه


*الأجر الجزيل من المولى الكريم لمن حج حجا مبرورا :


روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه

وسلم ـ قال : الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم .

فإذن ما جزاؤهم ؟؟

إجابة الدعوة أى الحاج مجاب الدعوة فيا أيها الحاج أدعو و أرجو فأنت ضيف عند ملك الملوك

فحاشا لله أن يرد من دعاه

، وعند الطبراني في الكبير والترمذي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من حديث

عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : تابعوا بين

الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة .

أى المتابعة بين الحج و المداومة عليه ينفوا الفقر و الذنوب تغفر و ذلك لمن حج البيت و أعتمر

تذهب للحج تريد الأجر فتجد الخير فى الدنيا أيضا .. فالفقير الذى يذهب للحج يمحو عنه الذنوب و

الفقر فذلك عاجل بشرى المؤمن فكيف بالأخرة و كيف بالأجر عند الله

في الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : من

حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

و كذلك ..

في هذا الحديث الذي رواه الشيخان من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى

الله عليه وسلم قال : الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .

فيا أيها الحاج إذا إجيبت دعوتك و ذهب فقرك و حل بك الغنى و غفرت الذنوب فكل هذا و أيضا

الجزاء الأوفى و الأكبر و هو الجنة

اللهم لا تحرمنا الجنة .. الله أكبر


* يا قاعدا عن الحج هيا تعجل :

فى البداية أنبه أن فقهاء الأسلام أختلفوا

هل الحج واجب على الفور أم على التراخى ؟؟

هل المستطيع بماله و بدنه بدات استطاعته هذه السنة هل يجب عليه الحج مباشرة هذه السنة ام

ينتظر العام القادم

فهنا خلاف .. منهم من راى الوجوب .. منهم من راى التراخى و لكل منهم دليله

و من الفقهاء من استدل بادلة قوية للحج على الفور و ردوا على المخالفين

و حتى لو قلنا يمكن ان يتراخى الحاج فيمكن أن يمرض الصحيح و يفقر الغنى

يقول الله تعالى ( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من

تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير )

و كم ردد الناس هذه الأية فى اليومين الماضيين .. فأعتبروا يا أولى الأبصار

و استمع لتلك الأية ( يقلب الله الليل و النهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار )

نعم قد يمرض الصحيح و يفتقر الغنى و يموت إنسان لا من علة

فسبحانك اللهم .. فتعجلوا عباد الله

فقد ثبت عن النبى فى مسند الأمام أحمد بسند حسن من حديث بن عباس

( تعجلوا للحج عباد الله فإن أحدكم لا يدرى ما يعرض له )

فمن منا يضمن خروجه من هذا المسجد ..؟؟

قرأت مقالة لأحدى الأخوات قالت فيها إن كنت تضمن أن تعيش أكثر من خمس دقائق فلا تقرأ هذه

المقالة

فوقعت فى نفسى أن أكثر من يمر عليها سيقرأها بلا شك و مضمون هذه المقالة واضح بلا شك و

هو قصر الأمل فى الدنيا

عبد الله إن الآجال محدودة و الأعمار مكتوبة لكم من يطمئن .. إنسان مالك للمال و مستطيع بالبدن

لا يعوقه شىء

ثم يتأخر عن الحج فالنبى يقول ( تعجلوا .. )

و قد بين النبى حرمان هؤلاء الذين يوسع الله عليهم بالمعيشة و الصحة و القوة ثم يمضى عليه

خمس اعوام و لا يفد للبيت الحرام

فقد روى البيهقى فى شعبه الأيمان و أبو يعلى و أبن حبان و صححه الألبانى من حديث أبو سعيد

الخدرى أن النبى عليه الصلاة و السلام قال :

( أن الله عزوجل يقول : إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه فى المعيشة يمضى خمسة أعوام

لا يفد إلى لمحروم )

فهل تريد أن تكون من المحرومين ؟؟

محروم من وسع الله عليه فى المعيشة و أعطاه صحة و قوة و مضى عليه 5 أعوام و هو بمثل هذه

الصحة و القوة ؟؟ .. نعم و الله محروم

و أختم بهذا الحديث الذى أقدم له هذه المقدمة ..

تخيلوا أن إنسان قدر الله عليه أن يموت فى الثلث الأخير من ذى الحجة ثم قعد هذا الأنسان و لم

يحج البيت الحرام أين يموت و كيف يموت ؟؟يموت كأى إنسان عادى إذ لم يكن واقع فى معصية

لكن لو هذا الشخص شد رحله و تحرك للزيارة لبيت الله الحرام و للحج لفأين يموت و كيف يموت

سبحان الله يموت محرم و يكون له أحكام خاصة و يبعث يوم القيامة ملبيا

فتخيلوا يوم القيامة يوم الفزع و هذا ملبيا

أسمع لهذا المثال :

الطفل الصغير عند ولادته يخرج باكيا و أنا اتيتك بمثال حى من الواقع

لأن الدور ثلاثة دار الدنيا و البرزخ و الدار الآخرة فنحن ما لدينا إلا الدار الدنيا فأنت لا تعيش

بعقلك إلا على هذه الدار رغم وجود الدور الأخرى

فهذا الوليد خرج باكيا لأنه خرج من عالم لعهالم أخر له قوانين خاصة رغم ان كلها قوانين الدنيا

و لكنه عالم أخر فى الرحم له قوانين خاصة فخرج منه باكيا لذلك

فتخيل إنتقالك من قوانين الدنيا للبرزخ ثم تخرج من البرزخ للدار الأخرة

( إذا زلزلت الأرض زلزالها و أخرجت الآرض أثقالها و قال الأنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها

بأن ربك أوحى لها ) .. فتغيرت الدنيا و خرج الناس حفاه عراه غرلا من هول الموقف لا ينظر

بعضهم لبعض ترى إناس ملبين .اللهم لا تحرمنا

هذه قصة واقعية حدثت مع النبى عليه الصلاة و السلام :

جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا ً وقصته دابته وهو محرم

فمات فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : اغسلوه بماء وسدر ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه

فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا .

الرجل سقط عن راحلته و هو محرم فقال النبى عليه الصلاة و السلام أغسلوه بماء و سدر و لا

تستعملوا الطيب لماذا ؟؟ لأن المحرم لا يمس الطيب و هو محرم فلا نضع له الطيب

و كذلك المحرم هل يجوز أن يغطى رأسه ؟؟ لا

فميت لا يُغطى رأسه و يحمل للصلاة عليه و رأسه مكشوفة و ينزل قبره و رأسه مكشوفة

كم يتمنى الأنسان هذا .. و أنا أعرف رجل كان يتمنى هذا و كان مريضا بالقلب فكان يجهد نفسه و

يتعبها حتى يموت و هو طائف فلم يمت ثم كان يتعب نفسه بين الصفا و المروة فلم يمت ثم يجهد

نفسه فى المشاعر و لم يمت

فسبحان الله ربك أعلم بالنوايا فالرجل يظهر منه الخير .. رأيته و هو عائد يقول أريد وجه الله و

سأتفرغ لعبادته فعاد إلى أهله بقى معهم ليلة و الليلة الثانية جاءته أزمة القلب فحمل للمستشفى و

هناك فى العناية المركزة ممنوع دخول أقاربه فكان أبنه على الباب يريد أن يدخل فمنعوه

فقال كان أبى إذا أستفاق يقول ( أحمدك يا الله ) .. و قريب الفجر فى ثلث الليل الآخر فى وقت

نزول الرب للسماء الدنيا سمعت صوت فى الغرفة فقلقت على أبى و سمعته يقول ( أحمدك يا الله )

و سمعت الممرضة تصرخ

المريض يتكلم و قلبه قد توقف !! لا إله إلا الله .. فأسأل الله أن يُحسن ختامنا و أن ييسر لنا زيارة

بيته الحرام



اللهم إننا ندعوك و أنت أحق من دعى و نرجوك و أنت أحق من رجى

يا رب أجتمعنا فى بيتك عقب أداء فريضة من فرائضك فجمعنا الحب فيك و أنت الشاهد و أنت
المستمع

اللهم إغفر لنا ذنوبنا كلها دقها و جلها

اللهم اغفر لنا ذنوبنا بواسع رحمتك

اللهم اننا لنا من الذنوب و العيوب ما لا يعلمه إلا أنت تجاوز عنا بمنك و كرمك

اللهم إنا نسألك الجنة و ما قرب اليها من قول و عمل و نعوذ بك من النار و ما قرب اليها من قول و عمل
اللهم ارزق من استمع لهذه الكلمات حجا مبرورا و ذنبا مغفورا

اللهم اعنا على حج بيتك الحرام و تقبله منا

اللهم آمن الحججاج و العمار فى حجهم فى برك و جوك و بحرك و أعدهم لأهلهم سالمين غانمين

الهنا فرج هم المهمومين من المسلمين و نفث كرب المكروبين و إقضى الدين عن المدينين و فك

أسر المأسورين و أشفى جميع مرضى المسلمين و ألبسهم ثياب الصحة و العافية يا كريم

اللهم أصلح فى بلدنا الراعى و الرعية ووفقنا لما يرضيك عنا

اللهم إنا نسألك الأمن فى البلد و الصلاح فى الولد و هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة اعين و

اجعلنا للمتقين اماما

اللهم إجعل إجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما و اجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما و لا تجعل فينا و

لا معنا شقيا و لا محروما برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم أنزل من رحماتك على أهل القبور فى قبورهم .. اللهم افتح فيها ضيق لحودهم و ارحمنا اذا

صرنا إلى ما صاروا إليه و أجعل هذه القبور بعد فراق هذه الدنيا خير منازلنا و أفتح فيها ضيق

ملاحدنا و بيض وجوههنا عند العرض عليك

رب اغفر لنا و لآبائنا و ارحمهم كما ربيانى صغارا

و صلى اللهم على عبدك و نبيك محمد صلى الله عليه و سلم و سلم تسليما كثيرا


و الحمد لله رب العالمين


تفريغ الخطبة :



الخطبة الأولى


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات

أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك

له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله

( يأيها الذين أمنوا أتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )

( يأيها الناس أتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا

و نساءا و اتقوا الله الذى تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )

( يأيها الذين أمنوا أتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع

الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )

عباد الله ..

لسان حال الشمس عند مغيبها ينادى الرحيل .. الرحيل .. و هكذا نادت أمس الخميس فما أعتبر

لندائها أقوام فصبحهم صباح الجمعه و قد أصبحوا فى دار غير الدار .

ألا و إن الشمس أوشكت أن تنادى عند مغيبها لهذا اليوم الرحيل الرحيل , فهلا أعتبر معتبر و أتقى

متق ( و من يتق الله يجعل له من أمره يسرا )


أحبتى .. سفن تنخر عباب الماء و طائرات فى الأجواء و سيارات فى الأنحاء

الآف بل ملايين تولى شطر مكه وجوهها رحلوا فرادى و جماعات يحدوهم الشوق و الحنين لبوا

جميعا

لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. ان الحمد و النعمه لك و الملك لا شريك لك

هذا النداء الخالد الذى هو استجابة لأمر الله ( و لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا )

( و أذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع

لهم )

أذن يا أبراهيم يا أبا الأنبياء عليه و على نبينا الصلاة و السلام

و لكن كيف يؤذن و أين يؤذن و فيمن يؤذن و كيف سيصل النداء و الصوت ؟؟

يا أبراهيم عليك الأذان و على الله البلاغ

فقام أبراهيم عليه السلام على مقام مرتفع فى وسط هذه الصحراء و نادى :

أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه .. فأسمع الصوت خالق الأصوات سبحانه رافع السموات

سبحانه من بسط الأرض أسمع الصوت الأعصار و الأمصار .

تعالوا أحبتى فى الله أنقلكم لمشهد مؤثر غاية التأثير ..

روى مسلم فى صحيحه من حديث جابر رضى الله عنه و هو من روى حج النبى عليه الصلاة و

السلام كاملا

يقول جابر و هو يصف المشهد الذى أحرم فيه النبى بالحج ..

(( ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء فنظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب

وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك 000 ) .

الله أكبر أنها الجموع تحج مع النبى عليه الصلاة و السلام فقد حج معه مائة الف من الرجال غير

الأطفال و النساء .. إن هذا المشهد هو إستجابة النداء لله و أذن فى الناس بالحج

بالله عليك قل لى كيف وصل النداء من عهد ابراهيم لعهد محمد و إلى أن وصل لزماننا ؟؟

كم حج بيت الله العام الماضى ؟؟

ملايين أمت هذا البيت كل يريد مغفرة لذنبه و كل يريد سترا لعيوبه .. ملايين وصلت كعبة بيت

الحرام

فهذه الصورة اليسيرة صورة لملايين أخرى عبر الكرة الأرضية تعلقت قلوبها بالبيت و رب البيت

ألم تعلموا ـ أدام الله عليكم نعمه وفضله ـ أن هناك من المسلمين عبر بقاع الأرض أناسا ً من الناس

يجمعون الدرهم إلى الدرهم والدينار إلى الدينار ، وكل مناهم أن تكتحل أعينهم برؤية كعبة المسجد

الحرام حتى إذا جاء الموسم وأذن المؤذن بالحج ، ولمَّا يكتمل الجمع بعد تولوا وأعينهم تفيض

من الدمع حزنا ً ألا يجدوا ما يبلغهم بيت الله وكعبة الله

كم لها من مشتاق و كم لها من محب انظر فى شرق الأرض لترى مسلما تسأله ما هى أغلى أمنيته

فى الدنيا يقول حج بيت الله الحرام و أنظر لغرب الأرض لترى مسلما تسأله عن أغلى امنيته فى

الدنيا يقول حج بيت الله الحرام

ألم تسمعوا بحصالة الطفل الأمريكى طفل دخل الأسلام و لم يبلغ الحلم بعد جعل لنفسه حصالة يجمع

فيها الدولار إلى الدولار ليحج بيت الله الحرام

سبحان الله خلقهم ربهم و فطرهم و جبلهم على حب هذا البيت و التعلق به

ما الشام مقصدنا و لا حلب *** لكن لمكه منا ترحل النجب

مكة أم القرى لست أنسى *** اذا تقربا و الدمع من عينى فى حجرها صبب

منت عليا كالوصل كالخيال مضى *** يهزنى كلما أستحضرت الطرب

ما العمر إلا أويقات ذهبن بها *** صفرا و هن الخالص الذهب

يا راحلين إلى البيت الحرام قد سرتم جسوما و أرواحا

إنا قد أقمنا على عذر و عن قدر

و من أقام على عذر كمن راح

نداء من أخره العذر و أما غير المعذور ما الذى خلفه و ما الذى أجله عن هذا الركب المبارك

روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه

وسلم ـ قال : الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم .

الله أكبر اللهم من فضلك دعاهم لحج بيته فأجابوه فجاء الجزاء و سألوه فأعطاهم

فأسأل أيها الحاج و سيعطيك الله و سيجيبك الله و سيكرمك الله

وعند الطبراني في الكبير والترمذي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من حديث

عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : تابعوا بين

الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة .

المتابعة أى أن الحج يتلوه عمرة و العمرة يتلوها حج و هكذا

و هنا الفقر يُنفى و يحل الغنى و يمحى الذنب

أيها الحاج أرأيت كرم الله و جود الله يذهب عنك الفقر و انت فى الدنيا فكيف اذا جئت للحياة

الحقيقية و هى الاخرة و كيف و قد اتيت دار النعيم المقيم

فهذا الوفد المبارك وفد الله وجه وجهه للبيت العتيق تحرك هذا الركب و الحنين يحدوه و الشوق

يدفعه للقرب من بيت الله و كعبه الله .. فلا إله إلا الله من ساعة تعانق بصرك مع كعبة المسجد

الحرام أكرم بها من لحظه تملأ القلب سرورا و غبطة .. أكرم بها من لحظة تفيض عليك كل معانى

الحبور

فتستلم الحجر الأسود إن تيسر أو تشير له ( بسم الله .. الله أكبر ) ..

بدأ الطواف .. طفت أيها الحاج ثم جئت للركن اليمانى و يُسن لك أن تمسحه و لا تقبله هكذا مسح

النبى عليه الصلاة و السلام أما التقبيل للحجر الأسود إن أستطعت أن تصل بدون أذى أو مزاحمه

للناس فأفعل فتلك شهادة لك يوم القيامة .. يشهد الحجر الأسود على من استلمه بحق أمام الله

أما الملتزم فهو المكان الذى يلتزم من الكعبة و يشرع فيه التعلق بأستار الكعبة

أين هذا المكان ؟؟ من الحجر الأسود حتى باب الكعبة .. و هنا وقف الحبيب صلى الله عليه و سلم

و هنا يُسن أن نقف فلا إله إلا الله كم سالت من عبرات و كم ارتفعت من تضرعات و كم فرجت من

كربات الله اعلم بحاجه العباد و ربك جل و علا عطاءه لا ينفد و لو سأله الكون كله ما نقص هذا

من ملكه شيئا

قف أيها الحاج فأدعو الله و ألح فى المسأله فأنت ضيف على الله فالله عطاءه لا يحد و الله عطاءه

لا يقاس بعدل

طفت مرة بالكعبة فرأيت أمرأة مقعدة على الكرسى تتكلم بلسان أعجمى تدعو الله و تلح فى الدعاء

فقلت يا الله لو أعلم حاجتها لقضيتها لها و لكنك أنت الله فوالله رأيت بعينى فى لحظات تنشق

الصفوف و يُقدر الله الذى يقدر الكون بمن فيه يدخل أحد الأمراء الخيرين ليرى تلك المرأة فيمد

اليها بحفنة من المال فيلقيها اليها .. رايت هذا بعينى فقلت يا الله ما أسرع إجابتك لمن دعاك و ما

أعظم كرمك لمن رجاك و تذكرت يوما تعلق عبد المطلب بالكعبة و قال يا رب إن العبد يمنع رحله

فامنع رحالك فصب أبابيل صبا

ربك جل و علا مجيب لمن دعاه .. فيا عجب لقاعد عن الحج بعد ما ذكرنا

أما ماء زمزم فهو لما شرب له فأحضر نيتك فماذا عساك تتمنى هل ترجو شيئا يسيرا ام ان لك همة

عالية ترجو الله صلاح دينك و دنياك و ترجو الجنة من الله

حتى جاء الثامن من ذى الحجة تحرك هذا الركب ليستعد لليوم التاسع يوم عرفه .. تحركوا لمنى

يا راحلين إلى منى بقيادى *** لقد هيجتم يوم الرحيل فؤادى

قدموا لمنى ليرتوا من الماء و يستعد لركن الحج الأعظم يوم التاسع من ذى الحجة

سبحانك ربنا ملايين من المسلمين على صعيد واحد على عرفة جمعهم هذا الموكب شعثا غبرا يباهى

رب العزة بهذا الجمع أهل السماء ( يقول أنظروا عبادى جاءونى شعثا غبرا )

فى هذا اليوم كم من حاج يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .. لو ذهبت لهناك و أنت لا تذكر هذا

اليوم

لذكرك هذا المشهد بالوقوف بين يدى الله و لذكرك كل من حولك بلا إله إلا الله

( خير الدعاء يوم عرفه و خير ما قلت أنا و النبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له

الملك و له الحمد و هو على كل شىء قدير )

لو ذهبت لرأيت كل من حولك يبكى من خشية الله ..

هذا يذكر ذنب و يبكى

و هذا يذكر عيب و يبكى

و ثالث يذكر نعمة الله و يبكى

و رابع رآهم يبكون فبكى على نفسه لأنه لم يبكى

تشابكت الدموع و الله عزوجل سميع بصير .. سميع مجيب حاشاه لجلال الله و جود الله و كرم الله

أن يردهم خائبين

تحرك الموكب نازلا من عرفه تركوا الذنوب و العيوب و أطلع عليهم أرحم الرحماء و باهى بهم

أهل السماء نظر إليهم نظرة ربما منهم بهذه النظرة يسعد و لا يشقى ابدا

فى هذا الموقف وقف النبى عليه الصلاة و السلام فيقف من وقت الظهر مادا يديه من وقت الظهر

حتى غابت الشمس حتى إنه و هو واقف كان

على راحلته فسقط خطام الناقة فمد النبى عليه الصلاة و السلام و ظلت الآخرى مرفوعة

هذا اليوم الذى تعظم فيه الرجوات و ترتفع فيه الدعوات و ربك غفار الذنوب و ستار العيوب

أنظر لهذا الطواف فى اليوم العاشر و أنظر للرمى و أنظر لنحر الأضاحى

يقول بن القيم عن هذا المشهد ( فلو كان يُرضى الله نحر نحورهم لضحوا به طوعا و للأمر

سلموا )

قمة الأستسلام لأمر الله فلو كان الله طلب منهم أن يضحوا بنحورهم لفعلوا

فما أعظم ثواب الحج ..

في الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : من

حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( و لله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غنى عن العالمين )




الخطبة الثانية



الحمد لله كما ينبغى أن يحمد و أصلى و أسلم على النبى أحمد صلى الله عليه و على أصحابه و

التابعين و من تعبد

يا قاعدا عن الحج إلى متى .. هيا تعجل إن الأعمار معدودة و الآجال مكتوبة و الأنسان لا يدرى

متى يختم له و متى يلقى الله فعجبا عن قاعدا عن الحج بعد كل ما ذكرناه ..

و عجبا عن قاعدا عن الحج و لم يحركه الشوق لهذه الفريضة و هذا الركن الركين من أركان

الأسلام

يقول النبى عليه الصلاة و السلام :

( تعجلوا للحج عباد الله فإن أحدكم لا يدرى ما يعرض له )

نعم فقد يمرض الصحيح و يفتقر الغنى و يموت الأنسان من غير عله .. فربك يقلب الكون

( يقلب الله الليل و النهار )

فتعجلوا للحج عباد الله ..

ثم الوصية الأخيرة لمن نوى الحج و عزم عليه أن يتفقه فى المناسك و أن يتعلم و لو القدر اليسير

من أركان الحج وواجباته حتى يذهب للحج عن علم .. فإنه ليؤسف لمن يذهب للحج و هو جاهل

عن شعائر هذه العبادة العظيمة

إليكم تفريغ الحاضرة :


الحمد لله رب العالمين و صلى اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و التابعين ..
أحبتى فى الله .. من لم يسبق له الحج و عازم على الحج هذه السنة و يريد مراجعة هذه المناسك ففى هذه المحاضرة سنختصر فقه المناسك للحج و سنتكلم مع المبتدىء كلام يفهمه الجميع حتى من لم يسبق له الحج
إن الحج عبادة عظيمة و ركن من اركان الدين و هذا الركن رتب الله تبارك و تعالى تكفير الذنوب و أن الحج المبرور جزاؤه الجنة كما صح عن النبى عليه الصلاة و السلام انه قال :
( ليس للحج المبرور جزاءا إلا الجنة )
هذا الركن العظيم من أركان الأسلام بعض الناس يقف أمامه كأنه شىء صعب و يحتاج لدراسة مطولة فإما أن يعزم على الحج و هو غير متفقه فى المناسك و غير متعلم و لا يريد أن يتعلم و إما أن يحاول يحضر دروس علمية فوق مستواه فينفر من هذه الدروس و فى النهاية تكون المحصلة أخطاء فى الحج .
و حتى أثبت لكم أن الحج دراسة يسيرة أقول لك :
أن هذا الحج بأكملة يقوم على أربع أركان فقط .. إذا أقمت هذه الأركان فقد أديت أركان الحج و يتبقى عليك الواجبات التى لو أخليت بواحدة منها يكون حجك صحيح فى حين تجبر هذا الواجب
لكن أركان الحج إن خللت بها فإن حجك لا يتم و لا يصح حتى تأتى بهذه الأركان .
كل بناء فى الدنيا يقوم على أربع أركان إن سقط ركن من الأركان سقط البناء .. مثال على ذلك هذا المسجد يقوم على أربعه أركان لو سقط ركن منه ينهدم المسجد و لكن لو أخذت قطعة من الطوب الذى فى بناء المسجد يمكننا جبر هذا الخلل .

و عليه فالحج يقوم على أربعة أركان هى :


1 الأحرام ..


ليس معنى الأحرام الملابس البيضاء التى تشتريها للبس للأحرام بها إنما الأحرام المقصود به ني’ الدخول فى النسك .
فأنت لو صليت العشاء مثلا و لم تنوى الصلاة ما صحت صلاتك و كذلك كل عبادة تجب لها النية
و الحج يحتاج لنية و هو الأحرام بالحج
فلو قلنا أن مكة تقع قريبا من جدة و جدة قريبة من البحر الأحمر بينهما تقريبا حوالى 70 كم
فهنا الله شرع لك مواقيت مكانية لا يمكن أن تتجاوزها حتى تحرم بالحج
هذه المواقيت هى :

• منها ميقات لأهل المدينة و هو ذى الحليفة
• منها ميقات رابغ أو الجحفة
• منها ميقات يلملم
• منها ميقات قرن المنازل الذى هو عند السيل الكبير
• منها ميقات ذات عرق

هذه خمس مواقيت لو قمن بالتوصيل بينهما سينتج عنها دائرة أى دائرة حول مكة
فيا أيها الحاج إذا أردت حج أو عمرة لا يمكنك أن تصل لمكة حتى تخترق هذه الدائرة .
إذن الأحرام الذى هو نية الدخول فى النسك يتطلب منك :
المحرم الرجل أن تنزع ملابسك و تتجرد فى رداء و إزار غير مفصلين على قدر البدن الذى يعبر عنه بالمخيط .. و هنا خطأ شائع عند الأحرام
و ذلك إنه عندما قال الفقهاء أ، المحرم يمنع من المخيط فهم الناس خيوط و الفقهاء لم يقصدوا هذا
أصلا النبى عليه الصلاة و السلام لم يذكر كلمة مخيط و إنما لما سئل ما يلبس المحرم قال :
( لا يلبس القميص و لا العمامة و لا السراويل و لا البرانس و لا الخفاف )
فبين النبى عليه الصلاة و السلام التى لا تلبس فالفقهاء حتى يوضحوا أن هذه الأشياء على قدر العضو عبروا عنها بالمخيط ففهم الناس فى هذا العصر أن المراد منها منع الخيوط و هذا خطأ
فكم نبهنا على ذلك و المراد الشىء المفصل على قدر العضو إذا كان فى اليد كالقفاز أو على الرجل كالجورب فهذا ممنوع و لكن مثلا لو حزام به خيوط فلا حرج و كذلك لو نعال به خيوط فلا حرج لأن كلمة خيوط لا علاقة لها أبدا بهذا الأمر فالمراد الشىء المفصل كالحذاء الذى يحيط بالقدم فهذا مفصل و لكن النعال العادى حتى لو فيه مائة ألف خيط فهذا يجوز .
نعود للمواقيت .. فهذه المواقيت لو مريت من عندها تحرم و لو جئت من أى بلد تحرم طالما حازيت الميقات
و ذلك يعنى إنك لو لابس الملابس و ما فى نية الحج حتى آتيت للميقات فأحرم .
إذن الأحرام هو نية الدخول فى النسك فلو أنك أحرمت من عند الميقات فقد آتيت أول ركن من أركان الحج


2 الوقوف بعرفة :


هو يوم التاسع من ذى الحجة فيجب عليك أن تقف على أرض عرفة سواء كنت راكب فى السيارة و جلست فيها أو فى خيمتك أو على الأرض أو كنت واقف المهم أن تتواجد على عرفة يوم التاسع من ذى الحجة و هذا هو الركن الثانى
أما وجودك حتى غروب الشمس يوم عرفة فهذا واجب و ليس ركن


3 طواف الأفاضة :


قال تعالى ( و ليطوفوا بالبيت العتيق ) .. فالطواف بالبيت عندما تفيض من عرفة إلى مزدلفة و منها لمكة فإنك تطوف طواف الأفاضة و لو تركته لأنهدم حجك فلابد من الطواف .

4 – السعى بين الصفا و المروة :

فتسعى سبع أشواط تبدأ من الصفا حتى المروة فهذا شوط و هكذا حتى تنتهى الأشواط عند المروة و بهذا يكتمل الركن الرابع من الحج .

إذن العبادة للحج سهلة و يسيرة و تحتاج منك جهد يسير لتتعلم و لذا ترى البعض هناك من يغالى فى كثير من العبادات مثل من يغالى لكى يصعد جبل عرفة و هذا ليس من السنة و كذلك البعض يغالى للصعود على القبة البيضاء و هو جبل الرحمة و هو الذى وقف عنده النبى عليه الصلاة و السلام و جعل ناقته القصواء بطنها له فيتعمد الناس الصعود على هذه القبة بل البعض يطوف حولها كالبيت الحرام و العياذ بالله .
و كذلك من عدم العلم عند رمى الجمرات يرمون بالنعال و يسبون الشيطان و هذا خطأ كبير
و الناس ليس عندهم فقه فى الدين لذا تقع هذه الأخطاء
أيها الأحبة .. أعطيتكم خلفية عن أركان الحج التى بدونها لا يتم الحج فتعالوا نتحرك فى رحلة الحج المباركة


بسم الله الرحمن الرحيم


تحرك الحاج قاصدا البيت الحرام .. يسمع الحاج عن أنواع للحج فيسمع عن حج الأفراد , حج قران , حج التمتع

الفرق بين أنواع الحج :

حج الأفراد : هو حج فقط مفرد يعنى ليس شىء غير واحد أى لا يفعل سوى الذى نعرفه من أركان وواجبات فقط

•أما حج التمتع : أى يتمتع بالعمرة إلى الحج .. أى سيعمل شيئان :
1- عمرة ثم يحل منها أى يؤدى عمرة ثم يتحلل من إحرامة و يخلع ملابس الأحرام و يظل هكذا حتى يوم الثامن من ذى الحجة فيحرم من جديد
2- ثم يحج

•حج القران : أن يقرن العمرة فى الحج فيؤدى مناسك العمرة بنفس الأحرام الذى سيحج به
هنا سؤال : ماذا أختار ؟؟

إذا نظرنا لكتب الفقه نجد خلاف كبير أيهما أفضل هل الأفضل التمتع لأن النبى عليه الصلاة و السلام أمر أصحابه به ؟؟

أم أن القران هو الأفضل لأن النبى عليه الصلاة و السلام حج حجته الوحيدة مقرن فهل هو الأفضل لأنه فعل النبى عليه الصلاة و السلام و الله لا يختار لنبيه إلا الخير ؟؟
كل من هذه الأقوال قال بها الفقهاء و تداخل معه سؤال آخر :
هل العمرة واجبة أم سنة ؟؟
فالعمرة واجبة مثلها مثل الحج و ذلك بالنسبة للقارن و المتمتع
فهذه مسألة خلافية بين الفقهاء و الأحوط فيها :
من كان قادر على العمرة و لم يعتمر من قبل فلا يترك العمرة لقوله تعالى
( و أتموا الحج و العمرة لله ) و فى الحديث ( دخلت العمرة فى الحج إلى يوم القيامة )
و فى بعض روايات الحديث ( و أن تحج و تعتمر )
فالأحوط إذا كنت تريد الحج لأول مرة و لم تسبق أن حججت و لا أعتمرت أبدا و ستذهب هذه المرة أقول لك أترك الأفراد و أمامك القران أو التمتع
هنا أيهما أختار ؟؟
بالنسبة للتمتع ,,, فأنت ستذهب لمكة بعد أن تحرم و ليكن قبل الحج مثلا بمدة و لنفرض أسبوعين أو أكثر فماذا ستفعل هذه المدة ؟؟
فأنا هنا أختار لك التمتع فإن أنتهيت من العمرة تحللت ثم تظل هكذا فى مكة حتى اليوم الثامن من ذى الحجة ثم تحرم للحج
بالنسبة للقارن ,,, فإنه يجب عليه أن يسوق الهدى أى يأخذه معاه الهدى من بلده
و لذا أقول تسهيلا للأمر ...
إذا كنت تنوى الحج و لاتعرف أى أنواع الحج تختار مفرد أم متمتع أم مقرن
أنظر لحالك .. حججت من قبل أم لا ؟؟
لو لم تحج من قبل أنسى الأفراد
بقى التمتع أو القران ,,, ننظر لو معك هدى كن قارن فى الحج و إن لم يكن معه ليس أمامه إلا التمتع
و النبى عليه الصلاة و السلام قال :
( لو أستقبلت من أمرى ما أستدبرت ما سقت الهدى )
إذن النبى عليه الصلاة و السلام كان يتمنى أن يكون متمتع و لكن الله قد أختار له القران لأنه ساق الهدى
فإن سبق لك الحج فأنت بالخيار إما تمتع بالعمرة ثم الحج أو تختار القران إذا كنت قادر و معك هدى أو أن تكون مفرد
إذن العبرة بالأيسر ..
أخترت أنت النسك الذى يناسبك و تحركت من بيتك قاصدا إما مكة أو المدينة
هنا ملاحظة إذا زرت المدينة لا علاقة بالزيارة للنبى عليه الصلاة و السلام بالحج أو العمرة و ليس حديث من لم يزرنى فقد جفانى غير صحيح
فإذا قصدت مكة فمتى جئت عند الميقات تنوى و إذا قصدت المدينة لن تحرم لأنك لن تمر بالميقات
لأنك ستأتى للمدينة ثم عند تحركك لمكة ستأتى للميقات فتحرم و هنا لا تلبس الشىء المفصل لا طاقية و لا جوارب .
و أما المرأة فإحرامها فى وجهه و كفيها فلا نقاب و لا قفاز و هنا فائدة إذا أدخلت المرأة أصابعها فى الكمين فلا حرج لأنه ليس فيه تفصيل و لا محدد لهما
كذلك النقاب ممنوع لأنه محدد على الوجه فهى لن تلبسه و لكن إذا كانت ممن تغطر وجهها فإنها تسدل كما فعلت أمنا عائشة رضى الله عنه فقد كانت ترخى شىء من أعلى الراس على وجهها و بالتالى فالوجه غير محدد

و هنا أنبه على بعض الأمور من محظورات الأحرام و ليس كلها :

فمن محظورات الأحرام عقد النكاح فهنا تأثم اذا حدث هذا و لكن ليس عليك فدية
و لكن من جامع زوجته قبل أن يتحلل اليوم العاشر من ذى الحجة ( التحلل الأول ) فجامعها و ليكن يوم عرفة مثلا فهذا يفسد حجه و عليه المضى فيه و عليه العودة من العام المقبل و التوبة إلى الله و عليه فدية بدنه ( جمل ) و ماله أجر حج .
إذن أحرمت من عند الميقات فإنك ستلبى و تحرم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك ..
فإن كنت مفرد ,,, ستقول بعد التلبية لبيك اللهم حجه
و إن كنت متمتع ,,, ستقول بعد التلبية لبيك اللهم عمرة متمتعا إلى الحج
و إن كنت قارن ,,, ستقول بعد التلبيه لبيك عمرة فى حجة

هنا سؤال :

من خاف من أن يحدث شىء يمنعه من إكمال النسك ماذا يفعل ؟؟
مثل المريض مرض شديد خاف أن يمنعه مرضه من أن يكمل باقى النسك و خاصة يوم عرفة
أو رجل عنده تأشيرة مرور و لا يدرى أيسمح له بالدخول أم لا
أو إمرأة تخاف أن تحيض فتمنع من الطواف الأفاضة و معها حملة تنتظرها أو ستلد فى يوم عرفة فلا يمكنها الطواف الأفاضة و هذا ركن .. فماذا يفعل هؤلاء ؟؟
فكل من خاف أن تمنعه مانع من أداء النسك فإنه يشترط فيقول :
( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك
لبيك اللهم عمرة متمتع للحج < إذا كان نوى حج متمتع > و إن حبسنى حابس فمحلى حيث حبستنى )

ما معنى هذا ؟؟

أى يعنى يا الله انا جئت احج و اتمنى ان اعمل المناسك فان منعتنى فانا ساتوقف حتى مكان المنع فان منعت فاعذرنى حتى هذا
و هنا إذا حبسه حابس يحل من حجه و لا شىء عليه .. مثل شخص جاء يدخل ووجدوا تأشيرته منتهية و لم يشترط ماذا يفعل ؟؟ يذبح الفدية و يمشى
إذن ما فائدة الشرط ؟؟ إحلال بدون مقابل و هذا يسر الأسلام و سماحته
و هنا إذا أشترطت و ما حبسك حابس ما عليك شىء
تحركت لمكه فان كنت متمتعا ستؤدى العمرة .. و هنا نصف طريقة الطواف :
أن تجعل الكعبة عن يسارك و تتحرك و تطوف من عند الحجر الأسود ( و الحجر يمكن أن تقبله أو تلمسه بعصا أو بيدك و تقبل يدك و لشدة الزحام يمكن أن تشير إليه بيدك و تقول بسم الله .. الله أكبر )
مع جعل الرداء للرجل تحت الكتف الأيمن أى تظهر الكتف الأيمن ثم تطوف حول الكعبة بهذه الصفة و تتم الطواف حول الكعبة هكذا بنفس الهيئة السبعة أشواط و يكون الكتف الأيمن عارى و هذه صفته حول الطواف فقط حول الكعبة و لكن باقى الحج لا .

ماذا نقول أثناء الطواف ؟؟

طف و أخرج من قلبك فأنت تطوف ببيت الله قل ما تريد , قل سبحانك اللهم , قل ما أعظمك , سبح الله , أذكر الله , أدعو بالجنة و أدعو لأهلك و أخوانك و لأمتك ..
ثم إذا طفت حول الكعبة يوجد الحجر و الذى يسمونه الناس حجر إسماعيل و هو لا علاقة له بأسماعيل و انما الحجر حجرته قريش لما قصرت بها النفقه أيام بناء الكعبة فما أستطاعوا إكمال الكعبة بمال حلال فعملوا حجر .. و لذا عند طوافك أنت لا تدخل الحجر لأنه يعتبر جزء من الكعبة فلا تطوف فيه و لكن من خارجه ( قال تعالى ( و ليطوفوا بالبيت العتيق )
وهنا نوضح أن الكعبة لها 4 أركان .. الحجر و على أمتداده يوجد خط على الأرض لأن الذى لم يرى الحجر من شدة الزحام يجد خطا على الأرض بنى غامق يميل للأسود يشيران للحجر و أيضا على جدار الحرم فى نهاية الخط يوجد إضاءة خضراء لتعرف إنه هنا بداية الطواف .. فهذا ركن
ثم يأتى باب الكعبة ُم ركن أخر من عنده طرف الحجر و ركن أخر ثالث عنده طرف الحجر الآخر ثم الركن الرابع و الأخير للكعبة و هو الركن اليمانى المقابل لليمن
هذا الركن اليمانى يسن فيه أن يمسح و لا يُقبل فمن يمسحه و يمسح جسده بعدها خطأ و من يمسحه و يمسح على أولاده خطأ و من يمسح و يقبل يده خطأ فقط تمسحه و لا شىء آخر
فقد ثبت عن النبى عليه الصلاة و السلام ( أن مسح الركن اليمانى و الحجر تحط الخطايا )
فاذا جئت عنده و انت تسعى عند الحجر الأسود لتكمل الشوط اذا قلت السنة ( ربنا آتنا فى الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ) هذا مسنون و اذا لم تقل فلا حرج
و بهذا يكتمل الشوط حتى تصل للخط مرة أخرى و تعيد ما سبق و هكذا حتى تكمل 7 أشواط
و الطواف لابد له من الطهارة .. ثم بع إنتهاء الآشواط السبعة تصلى ركعتين سنة الطواف لقوله تعالى ( و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ) فاذا استطعت تصليهم خلف مقام ابراهيم خير و اذا ما استطعت تصلى فى اى مكان فى داخل الحرم
هنا نوضح امر .. من مكان الحجر الاسود
 

 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة